دَعوةٌ حَمراء

Views: 390

بروكسل – فادي الدِّمشقي

 

ما أصعب الكتابةَ في شرقنا الحبيب.

فالأفكار المعلَّبة .. والتحجُّر الفكري والثقافي وغيرها وغيرها .. تمنع جميعها حرَّية الفرد في بحث الأفكار العميقة .. وتعيق تطوره باتجاه ممارسة ما يريد واختبار ما لا يريد .. ليجد نفسه أولاً، وليحدِّد لاحقاً القواعد المتجدِدة لبناء حياته .. يوماً بيوم وساعةً بساعة.

**

هذه الأفكار المعلَّبة .. تخنق الرجل والمرأة على حدٍّ سواء .. ولكنَّها تعيق إسعاد المرأة بالدرجة الأولى .. لنمطيَّة صورة الحب والجنس والزواج والعلاقات المسموحة وغير المسموحة، في ثقافة المرأة أولاً وهي صاحبة العلاقة في مسألة سعادتها .. وفي ثقافة الرجل  وهو الشريك الأساسي لصنع هذه السعادة للمرأة أولاً .. وللأسرة تالياً .. وللمجتمع أخيراً.

**

يحاول كاتب هذه السطور .. كسر التابو المعيق لسعادة المرأة .. والتصدِّي لصنمية التفكير التي  تخلط بين الحقوق المدنيَّة للمرأة .. وبين ممارستها لرغباتها .. وعلاقتها الحميمة مع جسدها وسعادتها .. بل ومع متعتها.

**

السعادة فكرة متحرِّكة ترتدي كل يومٍ زيَّاً جديداً وطابعاً مختلفاً عمَّا سبق .. هذه الخاطرة هي دعوةٌ للمرأة لاتباع حدسها وغريزتها التي قد تتعثَّر أحياناً ولكنَّها على المدى البعيد لا تخطئ.

**

هذه الخاطرة مسٌّ بالمحرَّمات الاعلاميَّة المصنعة في مختبرات العولمة .. وغايتها أن تسمح لملايين النساء اللواتي لا يستطعن التعليق حتى عليها .. بالوصول إلى مرتبة أعلى من السعادة .. عبر فهمٍ أعمق ومتحرِّر لمفاهيم المُتعة الفكريَّة التي هي مفتاح السعادة المطلقة نفسها .. ومفتاح السعادة الجسديَّة الحميميَّة .. في مراحلَ متقدِّمة لاحقة.

***

أنا جرَّبتُ العُبوديَّةَ

يا سَيِّدتي الجَميلةْ

عِشتُ لَحظاتٍ

نادرةٍ أسيلةْ

خَسرتُ أوهامي

وأباطيلَ أحلامي ..

وَرَبحتُ مُتعتي

وَعَرفتُ الوَسيلةْ

صِرتُ ورقةً يابسةً

في ليلةٍ عاصفةٍ بليلةْ

فتعالي أعلِّمُكِ فنونَ العِشقِ

والامتاعاتِ الذَليلةْ

تعالي أُصادرُ كبرياءَكِ

بضعَ دَقائقَ 

لأشفي رُوحَكِ العَطشى العَليلةْ

أنا مَلكُ المتعةِ

النبيلةِ النادِرةِ الأصيلةْ

أنا جَامعةُ المُجونِ

والجُنونِ

ومدرسةُ الفنونِ

في أسرارِ الخَميلةْ

..

أنا صانعُ الأفراحِ

وطاردُ الأتراحِ

من ليالي القبيلةْ

أنا من بنى للنِّساءِ ..

عُروشَ المَجدِ

بألفِ حِيلةٍ وحِيلةْ

أنا من خَلبَ عُقولَ العَذارى

وجعلَ الإناثَ حَيارى ..

ما بينَ رغباتِ الخَليلِ

وَشَهواتِ الخَليلةْ

تنازلي عن عِنادكِ ليلةً

واقطفي ثِمارَ الإكتواءِ

بناري الوَهَّاجةِ الجَليلةْ

استسلمي لعُبوديَّتي

وَتذوَّقي شَهدَ سِحري

وحلاوةَ خَمري ..

وأفيونَ إذلالِكِ

وَتَعذيبِكِ

كما في غياهبِ

العصورِ الجاهليَّةْ

..

استسلمي ولا تَسلي ..

فأنا الأستاذُ العريقُ

وما أنتِ سوى طِفلةٍ

تحظى بفرصٍ استثنانيَّةٍ

قَليلةً

تَشجَّعي وتهالكي

في حضني

لتتعرَّفي على

سَرائِرِ الخَمرِ 

وجَواهِرِ العُمرِ ..

ولتعرِفي الفَرقَ الكبيرَ

ما بينَ المُراهقةِ 

في الحُبِّ وبينَ

الخبرةِ الشاهِقةِ

عند أسَاطين العِشقِ

في ليالي الشَرقِ

الحَمراءِ الطويلةْ …

***

*بروكسل ٢٣ حزيران ٢٠٢٢ من كتاب ” نساء عاشقات”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *