تقطيع وقت

Views: 71

خليل الخوري 

في قراءة للمواقف التي سبقت ورافقت وأعقبت التكليف يبدو ثمة خيط رفيع يتقاطع عنده الجميع بدءاً بالرئيس المكلّف مروراً بوليد جنبلاط وجبران باسيل وسمير جعجع وفؤاد السنيورة (…) وهو ما يشير إلى أننا في مرحلة تقطيع الوقت ليس إلّا… وبالتالي فتصريف الأعمال مستمر عبر الحكومة المستقيلة، أو ربما عبر حكومة جديدة لن يكون في مقدورها أن تتجاوز تصريف الأعمال إمّا بسبب الضائقة المالية التي تحول دون تنفيذ المشاريع، وإما بسبب الخلافات التي ستنشب بين أعضائها المعَيَّنين من قِبَل الجماعة السياسية، وإما لهذين السببين معاً…

طبعاً، هذا لو افترضنا التوصل إلى تشكيل حكومة في المدى القريب. علماً أن المؤشرات كلها تلتقي عند تعذر التأليف قبل نهاية ما تبقى من مرحلة العماد ميشال عون الرئاسية.

وفي التقدير، وأيضاً في ضوء التجربة المتمادية، طوال السنوات الخمس الماضية، فمن غير المنتظر أن نرى حكومة جديدة من دون حدِّ أدنى من التوافق بين الرئيس عون وأي من الرؤساء الذين كُلِّفوا تشكيل الحكومات في هذا العهد… من هنا يمكن الجزم بأنه إذا كان الرئيس نجيب ميقاتي يريد فعلاً أن يُشكّل حكومة ولا يكتفي باستمرار حكومته المستقيلة، فهو مضطر الى ابتكار صيغة للتفاهم مع عون… والواقع أنها مهمة غير سهلة كي لا نقول مستحيلة…

مراقبون كثر يرون أن مَن يُفترض فيه أن يبادر في هذا الاتجاه هو الرئيس عون لأنه معني بتأليف آخر حكومات عهده أكثر من ميقاتي… ولكن الذين يعرفون رئيس الجمهورية جيداً يستبعدون أن يُفرج عن حكومة يعتبر أن الهدف الأبرز من تشكيلها هو تطويق إرثه السياسي بعد مغادرة قصر بعبدا.

وفيما لا تبدو الأجواء والأنواء تسير في اتجاه تشكيل الحكومة المرجوّة، فثمة ما يشير إلى أنها لا تسير أيضاً في اتجاه شراع انتخاب رئيس جديد للجمهورية… وتلك قصة ثانية، لكنها على ترابط عضوي مع حكاية إبريق زيت الاستحقاقات كلها، التي لم ينجُ أيٌّ منها من المرمغة في السنوات العشر المنصرمة.

ويسألونك عن مصير وطن تسرق إسرائيل ثرواته على عينك أيها التاجر الداخلي، والتاجر العربي، والتاجر الدولي…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *