سجلوا عندكم

غمامة صيف أو ؟

Views: 202

خليل الخوري  

اطلعتُ، أمس، على روايتين متناقضتين حول لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. أود ان أورد كلتِي الروايتين، كما رُوِيتا أمامي، من دون أي زيادة أو نقصان:

في الرواية الأولى يزعم الراوي أن العتاب تبودل بين الرجلين على قاعدة «صابون القلوب»… فالميقاتي أخذ على عون ان القصر الجمهوري سرّب التشكيلة، التي أودعه إياها غداة انتهاء الاستشارات التي أجريت في مجلس النواب، وانه فوجئ بهذا التصرف، وهو في النتيجة لن يتوقف طويلاً عند هذا الأمر، ويأمل أن «نتوافق على إنتاج حكومة في أسرع وقت ممكن»، مؤكداً على التزامه في أن يتم ذلك «ضمن الممكن»، وفق النص الدستوري… نافياً ما ينشر هنا وهناك عن انخراطه في مشروع حشر الرئيس في المرحلة القصيرة المتبقية من ولايته، مضيفاً: ليس نجيب ميقاتي من يُقدم على ذلك، فأنا جلّ همي أن يكون للبنان حكومة طبيعية، لاسيما في هذه الظروف الاستثنائية القاسية على البلاد والعباد (…).

الرئيس ميشال عون تحدّث مبدياً ملاحظات على الطريقة والأسلوب اللذين اعتمدهما الرئيس المكلّف في تقديم التشكيلة اليه، قبل أي تشاور في ما بينهما. وقال للميقاتي: اذا كان لديك دافع للاستعجال فأنا لديّ دافع أكبر، إلا أنني مع السرعة ولست مع التسرّع، وأنا أرى أن نتجاوز «غمامة الصيف» التي ارى أنها عبرت لنستأنف العمل، دائماً انطلاقاً من أحكام الدستور، من أجل تقديم تشكيلة وزارية لا تستبعد أحداً إلا مَن يريد أن يستبعد ذاته، لأنه في الملمّات، (وما أكثرها وأكثر ضغوطها على البلاد والعباد)، يُفترض أن تتشابك الأيدي وتتضافر جهود الجميع في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أقله لوقف التدهور اذا كان يتعذر إنهاؤه في الوقت الراهن.

وتتقاطع الروايتان عند توافق الرئيسين على مواصلة السعي الجاد لايجاد جامع مشترك، خصوصا وان رئيس الحكومة المكلَّف سيأخذ بعض الوقت لدراسة التعديلات التي اقترحها الرئيس ميشال عون على التشكيلة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *