سجلوا عندكم

الألعبانيون الصغار

Views: 73

خليل الخوري 

والألعبانيون ليسوا في طَرَفَي تشكيل الحكومة المباشَرَين وحسب، إنما هم في الأطراف كافة، وبالتالي فإن التأليف سيبقى قابعاً في برّاد المراوحة أمداً طويلاً، والمرجح أن يمتدّ إلى ما بعد المتبقي من العهد الحالي، بل وأن يتمدد على رقعة الفراغ الرئاسي التي يتوقعها كثيرون ويتحدثون عن عمرها الطويل… وفي منأى عن صحة هذه التوقعات كليّاً أو جزئياً، فإن أسوأ الأسوأ هو أن الجماعة السياسية في الحكم وخارجه تكشف يومياً عن وجوه قبيحة ووجوه أشد قبحاً، حتى لَيبدو العجز الأصيل والعجز المتعمَّد صفة ملازمة لهذا الزمن اللبناني الرديء، الذي تحكي الرداءة فيه عن ذاتها بذاتها في مفاصل الحياة اليومية اللبنانية بثوانيها كلها وبدقائقها كلها، وأيضاً بساعاتها كلها…

وكُتب علينا، معشر اللبنانيين، أن نتحمل ألعبانيات التأليف التي هي من المبكي وحسب، إذ ليس فيها أي شيء من المضحك ولو على سبيل السخرية.

واللافت أن هؤلاء الألعبانيين الصغار هم أيضاً مأزومون بعدما تكشّفت صندوقة الاقتراع عن معادلة غير مسبوقة في الديموقراطيات وهي أن الفائز عاجز، وغير الفائز عاجز، والذي امتنع عن الانتخابات ترشّحاً على الأقل هو أيضاً عاجز… والأكثر عجزاً وضعفاً بين هؤلاء هم الذين جاءوا (أو جيء بهم، لا فرق) باسم الثورة حيناً، وباسم التغيير حيناً آخر، فإذا بهم لا في عير الثورة ولا في نفير التغيير، وقد أسقطوا، بأيديهم وسوء أدائهم، هالةً رسمها الإعلام حول رؤوسهم.

ومع هؤلاء الألعبانيين الصغار المأزومين يريدوننا أن نصدّق أن هناك من يعملون على تشكيل حكومة توقف الانهيار ولو قليلاً لفترة قصيرة يلتقط المواطن اللبناني أنفاسه فيها، وهو الأبيّ الذي حولوه إلى كريم على موائد اللئام، والزعران واللصوص، وجحافل المافيات، والميليشيات، والقّتَلة، وسارقي أموال اللبنانيين، وساحبي اللقمة من أفواههم، وجرعة الدواء من أوجاعهم، وقطرة الحليب من جوع أطفالهم.

(Diazepam)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *