قراءة في قصيدة “وطن وجلجلة” لجوزيف الخوري طوق
ابتسام غنيمه
كم من القهر والعذاب في كتاباتك!
كم من الجراح المفتوحة التي تتدفّق دماؤها من قلمك!
كم من التّمرّد والثّورة والرّفض التي تشكّل لسان حال شعب أبكمه همّه المعيشيّ اليوميّ!
كم من الحرّيّة الهادرة من أعماق متعطّشة إليها!
كم من الحقيقة المتجلّية من اقتران الحروف ببياض الصّفحات!
د. طوق الذي عايش الحرب والويلات التي مرّ بها لبنان منذ عشرات السّنين، والذي ما يزال يعايش اليوم الموت البطيء الذي يعيشه اللّبنانيّ من جراحات يفتعلها رجال السّلطة والسّياسة العالميّة، ارتفع صوت قلمه متمرّدًا، ثائرًا، متحلّيًا بالكبرياء والأمل الذي يولد من رحم الإيمان.
صرخة مخنوقة تتفجّر كلمات من يراعه، تتحدّى الوجع والألم والموت. لبنان على طريق الجلجلة، يحمل صليبه ويمشي، حتّى بات الوجع متجذّرًا في الإنسان، جزءًا منه لا ينفصم. فنحن، ولأنّنا شعب يؤمن بالحياة، ما عاد يخيفنا الصّلب ولا المسامير ولا العذاب ولا إكليل الشّوك، لأنّها السّبيل الذي سلكه السّيّد المسيح من أجل الخلاص.
إنّه يتحدّى الظّلم بعودة هيرودس والجزّار ونيرون…
فدماء شهداء أرضنا على اختلاف طوائفهم “كنائسنا، جوامعنا، خلواتنا” يروون الأرض، يمتدّون جذورًا، يشعلون ثورة توقظ الضّمير الميت، يشكّلون جسر عبور لينبعث وطن جديد، طاهر، وطن الإنسان الأصيل الذي يأبى إلّا الصّمود والاستمرار لنهضة لبنان وقيامته.