الزَّمَن!

Views: 375

 مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

الزَّمَنُ… هُنَيْهاتٌ هارِبَه…

إِنِ اهدَوْدَرَ، وتَدافَعَ، في وادٍ عَمِيقٍ لا تَحُفُّهُ إِلَّا صُخُورٌ، ورِمالٌ، ومُنبَطَحاتٌ جُرْدٌ، انتَهَى، إِلى مَصَبِّهِ، وليس إلَّا دَوِيٌّ، ورَذاذٌ تَمتَصُّهُ الشَّمْس…

وإِنِ انسابَ، رَقراقًا، في مَجالِي السُّهُوبِ، ومُنعَطَفاتِ السُّفُوحِ، والحَواكِيرِ العِطاشِ، خَلَّفَ، في إِثْرِهِ، الثَّمَرَ، والخَضَرَ، والأَلوانَ والعَبِير…

فَما الجَدوَى مِن السَّاعاتِ المُنسَلَّةِ إِنْ تَهالَكَت في تَوافِهَ، وبَهارِجَ، وانتَهَت والجِرابُ سَقَطٌ وَفِيْر؟!

***

رَبِيعُ الزَّمَنِ أَنْ يُوَشِّيَ وُجُودَنا بِأَعذَبَ مِنَ السَّمَرِ، وَأَحلَى مِن وَشوَشاتِ الهَوَى ساعَةَ يَجنَحُ الأَصِيلُ، وتَعبَقُ الخُزامَى، وتَعذَوذِبُ النَّسائِم…

حَصادُ الزَّمَنِ أَنْ تَغُصَّ الثَّوانِي بِالجَمالاتِ، ويَتَكَثَّفَ المَدَى بِالعَطاءِ، وتَرتَعِشَ الشِّفاهُ بِصَلَواتِ الخَيْر!

 ***

مَنْ يَزرَعِ الزَّمَنَ في التُّربَةِ الصَّالِحَةِ يَقطِفِ المَواسِمَ الشَّهْدَ؛ ومَنْ يَزْرَعْهُ في الجَلامِدِ العارِيَةِ يَحْصُدِ الرِّيحَ، ويَجنِي الهَباء!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *