عن صوامع الإهراءات

Views: 141

خليل الخوري 

لم نكن في حاجة إلى تداعي ما تبقى مترنّحاً من صوامع إهراءات المرفأ، لنتبين أي حالٍ من الاهتراء والتخلف وصلنا إليها في هذا البلد المنكوب بالذين تحكموا به، وبرقاب الناس كذلك، وما زالوا يتحكمون.

ولقد يتبادر إلى أذهان الكثيرين من القراء أننا نتحدث عن جريمة – كارثة الانفجار المرّوع الذي قضى على مئات الضحايا الأبرياء، وتسبب بسقوط آلاف المصابين، ودمر آلاف المقارّ السكنية في العاصمة بيروت.

أو يذهب الظن إلى أننا نتناول ما تكشف عنه ذاك الانفجار من أوضاع القضاء الذي حولوه إلى شراذم متناحرة في ما بينها ومرتبطة بمرجعياتها السياسية (الرسمي منها وغير الرسمي) ما يُشكل، في حدّ ذاته، فضيحة مدوية إلى كونه ضربة شبه قاصمة للعدالة.

أو يُخيّل إليهم أننا نشير إلى ما رافق ويرافق عدم مثول رهط من السياسيين أمام المحقق العدلي الذي لا نعرف ماذا يفعل في هذه الأيام غير الوقوف (أو الجلوس) متفرّجاً فيما القرار الاتهامي في ذمة المجهول.

أو أننا ربما نشير إلى «المعلومات» (؟) المتداولة، منذ يوم الانفجار حتى اليوم عمن نفذ جريمة العصر بتفجير المرفأ.

أو الكمّ الهائل من الأخبار المتضاربة حول ملحمة المرفأ…

وعلى أهمية ما تقدّم أعلاه، إلا أننا نود أن نوضح أن ما نقصده في هذه العجالة هو العيش تحت وطأة رعب اسمه صوامع الإهراءات: تسقط أو لا تسقط، ومتى، وماذا سيترتب على سقوط ما لا يزال واقفاً غير منهار منها؟

الغريب أن أحداً لا يجيب عن السؤال الآتي: لماذا ننتظر القدر المعلوم – المجهول، تحت احتمالات وسيناريوات عديدة حول ما يترتب من أضرار ومخاطر على بقاء الصوامع كما على انهيارها… أجل لماذا هذا الانتظار الذي نراه مريباً؟!.

فهل بلغ بنا التخلف والجبن حد العجز عن أخذ المبادرة بإسقاط الصوامع أسوة بما يُجرى في العالم كله، عندما يقررون ألغاء مبنىً ما، حتى لو كان بمستوى ناطحات السحاب ضخامةً وارتفاعاً؟!. فيفعلون ذلك ببساطة واحتراز كامل للسلامة الفردية والعامة، حتى لو كان المبنى داخل المدن ومحاطاً بالمباني السكنية.

أما نحن فهل بلغ بنا التخلّف حدّ العجز عن الانتهاء من هذه الصوامع بالرغم من كل ما في استمرارها من احتمالات بالغة الخطورة؟!.

في تقديرنا أن المسؤولين بلغ بهم التخاذل في هذه المسألة أن خوفهم من ردّ فعل ذوي ضحايا جريمة المرفأ أكثر من خوفهم من عواقب عدم هدم الصوامع. فيتركونها تحل مشكلتها بذاتها.

(Valium)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *