سجلوا عندكم

مقتطفات زمنيّة من الثورة الروسيّة

Views: 171

د. إيلي جرجي الياس

 

*الحلقة 34 قيادات الروسيّة والسوفياتيّة 1900-2022، رؤية تحليليّة واستراتيجيّة!! 

 

لا بدّ من مقتطفات زمنيّة من الثورة الروسيّة، تساهم في تكوين صورة شاملة عن زمن الثورة، وشخصيّات الثورة، وتتالي الأحداث…

الثورة الروسيّة حدث مفصليّ، ليس في التاريخ الروسيّ أو السوفياتيّ فحسب، بل في التاريخ العالميّ أيضاً… 

 

“ست شخصيات وفائض من الطموحات، لقاء أفكار واختلاف رؤىً وتباعد مصالح، في فترة زمنية حرجة وقلقة  1914 – 1924 : 

القيصر نيكولاي الثاني ألكسندروفيتش رومانوف (18 أيّار 1868 – 17 تمّوز 1918)، وغريغوري يتفيموفيتش راسبوتين ( 21 كانون الثاني 1869 – 30 كانون الأوّل 1916)، وألكسندر فيودوروفيتش كيرنسكي (4 أيّار 1881 – 11 حزيران 1970)، وفلاديمير ألييتش لينين (22 نيسان 1870 – 21 كانون الثاني 1924)، وليف دافيدوفيتش برونشتاين – ليون تروتسكي (7 تشرين الثاني 1879 – 21 آب 1940)، وجوزف فيساريونوفيتش ستالين (18 كانون الأوّل 1878 – 5 آذار 1953). 

 

رُزق القيصر الروسيّ نيكولا الثاني – آخر القياصرة الروس – وزوجته القيصرة ألكساندرا بخمسة أولاد: أولغا (المولودة يوم 15 تشرين الثاني 1895)، تاتيانا (المولودة يوم 10 حزيران 1897)، ماريّا (المولودة يوم 26 حزيران 1899)، آناستازيا (المولودة يوم 18 حزيران 1901)، وآخر العنقود وليّ العهد آلكسي نيكولايفيتش (المولود يوم 12 آب 1904). يوم 15 آذار 1917، يوم حاسم في حياة العائلة القيصرية الروسية، فقد استقال القيصر تحت تأثيرات ثورة شباط 1917 ومرضه المتفاقم… وفي حين تولّى الأمير جورجي لفوف رئاسة الحكومة الانتقالية بين 15 آذار و 21 تمّوز 1917، تنازل في يوم الحكومة الأخير لمصلحة وزير الحربية، القائد الثوريّ الطموح ألكسندر كيرنسكي!!

 استمرّ كيرنسكي في موقعه، حتّى أطاحت بحكومته ثورة أكتوبر الشيوعية يوم 7 تشرين الثاني 1917، وبرز إلى القيادة كلّ من فلاديمير لينين ورفاقه، وخصوصاً جوزف ستالين وليون تروتسكي… 

 

إلّا أنّ نهاية هذه العائلة القيصريّة ستمرّ بستة عشر شهراً من الانتظار الثقيل والخوف المتواصل والأمل المفقود، بين يوم استقالة القيصر نيكولا الثاني في 15 آذار 1917، ويوم إعدام العائلة في 17 تمّوز 1918، من القصر القيصريّ في تزاركوي سالو، مروراً بالمنزل الريفيّ في توبولسك، وصولاً أخيراً إلى منزلٍ راقٍ في إياكترينبورغ، حيث تمّت الجريمة الحمراء بإعدام نيكولا وألكساندر وأولغا وتاتيانا وماريّا وآناستازيا وآلكسي رومانوف، والطبيب آفغاني بوتكين والمرافقين الثلاثة الأوفياء: الخادم تروب، والطاهي خريتونوف، والوصيفة دوميدوفا، رمياً بالرصاص… 

جريمة حربٍ يندى لها الجبين، بعدما تقاعست الملكية البريطانية عن إنقاذ العائلة القيصرية، وتردّدت الجمهورية الفرنسية، وساوم القادة الثوريون على دماء هذه العائلة طويلاً… 

 

هل أُنقذت آناستازيا وتركت تصول وتجول في الغرب حرّةً أو لخدمة القضيّة السوفياتية تحت إسم آنا أندرسون؟ على الأرجح، نعم!! هل حضن البلاشفة آلكسي فبات ألكسي نيكولاي كوسيغين رئيس الوزراء السوفياتيّ لاحقاً؟ احتمال ممكن، ولكن محدود!!”. 

(من مقالتي العلمية: الكرملين، من القيصر وكيرنسكي وراسبوتين إلى تروتسكي ولينين وستالين: سلسلة من الأسرار والأحداث والمفاجأت!!، الدراسات الأمنية، مجلة فصلية محكمة، تصدر عن الأمن، العدد 91، تموز 2022).

***

* د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *