صدور رواية “بَغْل البرويطة” لـ محمّد خريّف

Views: 164

صدرت حديثا عن “دار الشنفرى للنشر” في تونس رواية جديدة للكاتب التونسي الكبير محمّد خريّف بعنوان “بَغْل البرويطة: صفائحٌ مِن حَوافِر الخَبَر”، بغلاف أنيق للفنّان السوري رامي شعبو.

تقع الرواية في 106صفحات، قياس 21/15سم، وهي متوفرة منذ صباح الجمعة 16-09-2022 في العاصمة التونسية بمكتبة “بوسلامة”-باب بحر، مكتبة المعرفة-ساحة برشلونة، ومكتبة العين الصافية خلف وزارة المرأة. وفي مدينة أريانة بمكتبة العين الصافية – شارع أبولبابة الأنصاري بالمنزه السادس، وبمكتبة Copie- حيّ النصر.

من الرواية نقتطف:

 “..وأنا البغل أنهق على الدّوام لا أحسب المسافات ولا أعدّ العثرات ولا أعرف حتى من يركبني الآن هنا ولمّا أنتقض في سيري على أحد مُذ خٌلِقت وهل خُلِقت؟ أنا أتحوّل من شكل إلى شكل وأفرح بالتّحوّل القاهر، فأنهق في كلّ مرّة، أأهرب من ظلي أنا كبير بغالكم منكم وإليكم؟ وأنتشي بفحولة المخصيّ منّي علّني أظفر بحرّيتي بعد هروبي أدفع عجلة برويطتي بالتّوالي فيدوّي نهيقي ولا ينقض بصاصي وُضوئي، وها أنذا أرحل وتبقى مني برويطتي يدفعها أبنائي منكم في اِتجاه صومعة تنطح نجما وهلالا منذ قرون آتية، وتلد بغلة أمّي الدّاموسيّة بغالا وذكورا يسدّ نِقابها عين الشّمس ولا فائدة في الثرثرة وعَجَلة البرويطة ماشية بالتّوالي والفائدة في الصّعدة القادمة والدقّ في بعبوص الجيفة حرام والهربة سرحة منام أدخل بها في غيبوبة منذ صباح السّبت 29/10/2010ولا أفيق إلاّ فجر يوم 23 أكتوبر عام2011 بعد زطلة ما يزيد عن أرْبعين عاما، فأجدني أعطر من الأمام والخلف… فرحت بالثورة على راكب الفركة وقلت مبروك لحصان نزواتي، فإذا به ينقلب عليّ أنا بالذّات، ولا شأن له بي أنا بغل البرويطة، فكيف أجبَر من جديد على الصّمت وفي عهد الثلاثة من حوافري، فكيف يُمْنع علي النّهيق، والمانع عني أكل التّبن يأمرني بأن أرقد فيه، أنتخبه أنا الهارب من مقدّمتي إلى مُؤخّرتي، فيركبني البُوجادي من سُرّاح بلادي، ها هُم جاؤوا من هنا ومن غادي، والطّفلة التي كان طيْفها كلّ ليلة يراود حلمي، تصير عجوزا شمطاء، هي لا تشاطرني الحبّ وعن أي حبّ أتكلّم؟ يالِي من تافه أحمق، أهذه الحُريّة تستحقّ منّي كل هذا الاِهتمام والعشق؟ ماذا لو لم أقترب منها وأسمعها عن قرب؟ تغدرني الآن علامات القرب والبيْن في الحلم…

ها أنا بائس ماذا لو لم تسعفني ركشات مع بنات الشّارع في زمان بوخنبة؟ أقولها متستّرا في عهد الحوافر من بغل فلو لم تخنّي فُحولتي لفعلتها وقلت، أضيّع الوقت في ما لا يُجدي نفْعا فكلّ ما بذلته في جرِّ البرويطة يذهب هدرا، وما كتابة من حوافر البغل سوى مصْيدة هذر …. عجلة البرويطة تدور ولا حرية لها لتشبه فتاة الأحلام هذه موؤودة لا تدري بأيّة حجة أجهضت، هي كالدّيمقراطية والعدالة والمساواة وحرية التعبير سخنة حبر باردة. كم أنا ساذج كم أنا مخدوع فالحلم أمر والواقع أمر آخر”.

* “بَرْوِيطَة” كلمة عامية، تعني عربة بمقبضين وعجلة واحدة تستعمل لنقل مواد البناء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *