“النفط مستعبِد الشعوب”

Views: 277

خليل الخوري 

العنوان أعلاه هو لكتاب أصدره المؤرخ الأديب المرحوم يوسف ابراهيم يزبك (١٩٠١/ ١٩٨٢) نشره سنة ١٩٣٤ عن «مطبعة الفن الحديث» تناول فيه الطفرة النفطية في المنطقة العربية، قبل ٨٨ سنة، متناولاً تداعيات سلبيات سوء التعامل مع هذه الثروة الطبيعية واستغلالها من الدول العظمى لدرجة استعباد الشعوب التي تنتج بلدانها «الذهب الأسود». يومها لم يكن الغاز «على الموضة» في منطقتنا.

في  ٢١ /  ١١ /  ٢٠٠٣ عقد الصحافي الكبير الأديب خليل رامز سركيس دراسة حول يوسف ابراهيم يزبك في جريدة «الحياة» تناول في قسم منها كتاب «النفط مستعبد الشعوب»، ومما قاله: «إن اية هذا الكتاب اذ توغل (المؤلّف) في خلفيات النفط اشتم ّروائح السيطرة العالمية التي وجدت فيه طاقة حيوية تستأهل أن يحارب مبتغوها لئلا تمس مصالحهم في آبارها وفي خارج الآبار. والعالم (حيث الدول العظمى) هو في حاجة (…) «فخضعت البشرية جمعاء لمشيئة أفراد معدودين يلعبون بها ويقلبون بلدانها ويعبثون بأوضاعها… وما دام النفط على هذه الأهمية الحيوية في مصير الشعوب الكبيرة والدول العظمى، في السلم والحرب، فإنه من الواجب على الرأي العام أن يعرف شيئاً من السياسة النفطية». ويتساءل يزبك ما اذا كان الله قد ظلم منطقتنا أو رحمها، من يدري؟. فجعل في أعماق أرضها محيطاً من النفط. ربَطَنا النفط في الماضي ويربطنا اليوم وغداً بسياسة تجّاره ومحتكريه ربطاً محكماً، فبتنا لا نملك من أمره حقاً، وصار الأعجمي (توصيف لغير العربي) متمسكاً برقابنا في الحياة التي يريدنا عليها اذ نحن وأملاكنا وبلادنا والجيوش عبيد ارقّاء لتلك السياسة(…) محنتنا في أكثرها أزمة رجال وأزمة صدق وأزمة تنفيذ لا يتحرك إلّا ليزيد الفوضى ويوهن أسباب النظام».

… والعبرة لمن يعتبر!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *