هوكشتاين الآخر

Views: 13

خليل الخوري 

تعقيد المعقَّد في الاستحقاق الرئاسي يضاعف الصعوبات التي تعترض إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية بأقل الأضرار الممكنة. إلّا أن ثمة مَن يرى أنه سيكون للبنان رئيس جديد في الربع الأول من العام 2023 المقبل، وأن موجبات التفاؤل في هذا المجال، تتفوق على واقع التشاؤم الذي يعيشه اللبنانيون، والذي يرخي بأثقاله الكثيرة والكبيرة جداً على كواهلهم.

والذين يرون بارقة تفاؤل في آخر النفق المظلم يقولون إن أحد المسؤولين اللبنانيين الكبار وجّه تحية خاصّة إلى الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي إذ قال له: ليتك تتولّى الوساطة بيننا نحن اللبنانيين، في قضية انتخابات رئاسة الجمهورية. والذي روى هذه «السالفة» لم يأتِ على ذكر جواب السيد هوكشتاين، بل لم يذكر ما إذا كان هذا الأخير قد أجاب أو علّق على كلام المسؤول أو أنه اكتفى بالابتسامة الخبيثة التي اشتهر بها.

في سياق موازٍ يردد عارفون أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يفكّر جدّياً في دعوة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى القيام بدور ينطلق من «صفحة بيضاء». وعندما سُئل الراوي عن المقصود بالصفحة البيضاء أجاب: أن ينطلق ثلاثي باريس – واشنطن – الرياض من عدم تبني أي مرشح محسوب على أي ضلع من المثلث إياه، أما أن تتفق الأضلاع الثلاث على اسم واحد فهذا يُسهل المهمة، ويكون بمثابة هدية نزلت من السماء في «قفة زرقاء». وأما السؤال: وأين طهران من ذلك كله؟ فيجيب: إنها موجودة من خلال علاقتها «الطيبة» مع باريس التي تعارض العقوبات المفروضة على إيران لأسباب عدة أبرزها مصالح فرنسا الاقتصادية، وأيضاً من انفتاح قصر الاليزيه على حزب الله…

في أي حال نحن نعرف، وكتبنا وسنكتب عن دور الخارج في إنتاج رئيس الجمهورية اللبناني، ولكننا نود أن نتحفظ عن ذلك كله لندعو الكتل النيابية، على خلافها، إلى أن تتخلى عن الشعارات الفارغة وتكبير الحجر، وأن تذهب إلى إنتاج رئيس صناعة وطنية لبنانية…

فهل نحلم كثيراً، مع هكذا طاقم سياسي، نشأ على الرضاعة من أثداء الخارج.

(flossdental.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *