مسرح اللامعقول

Views: 91

خليل الخوري  

الفصل الجديد من المسرحية الرئاسية، غداً الخميس، لن يضيف جديداً إلى سياق النص الذي سيبقى من دون خاتمة إلى أن يتوافق الخارج على سعيد الحظ الذي سيحل في قصر بعبدا بعد فراغ يتعذر تحديد مداه منذ اليوم.

والجلسة النيابية التي ستُعقد لن تحمل جديداً من حيث النتائج. والنواب الذين سيحضرون إلى القاعة العامة في المجلس النيابي في ساحة النجمة يعرفون أنهم مجرّد «كومبارس»، لا أكثر ولا أقل، وحتى الذين بينهم يطمحون الى أدوار البطولة، يعرفون يقيناً أنْ ليس في اليد حيلة، وأن مفتاح صندوقة الاقتراع ليس في جيبهم، ولا هو في المجلس النيابي ذاته، وحتى أنه ليس في لبنان، إنما هو منسيٌّ في البضع عواصم التي لا تجد متسعاً من الوقت للالتفات إليه لشدّة اهتمامها بشؤونها الخاصّة وقضاياها الستراتيجية التي تضاعفت جرّاء تداعيات حرب أوكرانيا.

وهكذا شاء سوء الممارسة السياسية في بلدنا أن نرهن قراراتنا الكبرى للآخرين الذين ليس بينهم مَن ينظر إلينا باحترام، إنما نظرة الاستخفاف والاستلشاق واستوطاء حائطنا إذا بقي فيه، أصلاً، مدماك على مدماك… وتلك نتيجة طبيعية لفساد الجماعة السياسية واستهتارها وربط معظمها أنفسهم بمربط الخارج. المهم أن مسرح اللامعقول سيظل يقدم المزيد من فصول المسرحية الرئاسية من دون أن تكون ثمة خاتمة، وسيواصل «الكومبارس» المضي في لعبة الكذب على أنفسهم قبل الكذب على الناس. ولو كانوا جدّيين وصادقين مع الذات، لبادروا إلى فكّ الارتباط بالخارج وتنادوا إلى لقاءات رصينة ذات هدف محدد وهو البحث عن خاتمة سعيدة بانتخاب رئيس للجمهورية يملأ الفراغ على الأقل، ولا يضعون له العصي في الدواليب…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *