رواية
غاده رسلان الشعراني
يومي …
الذي أخطأه المنادي
و نعق فيه منتشياً
بشَّر بقدوم مجهولٍ جليل …
يومي …
الذي أعماه الوجع
وسقطتْ في مراميه الصواري
حال بيني و بيني
أنبت جُدُرَ القصب
وعزف الناي العنيد …
يومي …
الذي أنذر من آمن به
صرخ مُجحِماً
فتماهت حمائم القداسة
وانتفضت خفقات النهر
ثم كنتُ …
نعم …
بتُّ
دأباً عميقاً نحو الحياة
نعم …
بتُّ
نأياً نحو بحر لم يتم لونه
له صوت الحنطة
وتراتيل النواح
فما جفلتْ عيون العشب
ولا جفَّت مآقي الغيم
سارت مقاديري بلا مقادير
فلا رتبني الحزن
ولا أنصفتني المعجزات
نعم …
بتُّ
خيالاً من سراب
فأخفيتُ نخلي
وما جمعتُ من رطب النجوى
إلا ما شابه حظي
أما ما يدعونه الموت الجلل
فها هو ذا ينتابني
يسوقني نحو منفاي
يسردني قصةً رذيلة الأمنيات
ويسوسني نحو عمقي
يغامر في مواجهتي
ويسخر بي
فأنا الآن …
ما عدت إلا
فراغاً في فراغ …