إضاءات ومفاجآت على هامش الحرب الأوكرانيّة… الحلقة الثانية: احتمالات الحرب النوويّة

Views: 503

د. إيلي جرجي الياس

يسعى الأميركيون بعد دخول القوّات الأوكرانيّة إلى خيرسون، بتاريخ 11-11-2022، إلى الضغط على القيادة الأوكرانيّة العُليا، للجلوس على طاولة المُفاوضات مع الجانب الروسيّ، رغم رغبة الأوكران بتحقيق مزيد من الانتصارات على ضوء احتفاظ الروس حتّى اليوم بمناطق حسّاسة من أوكرانيا وفي مقدّمتها شبه جزيرة القرم، وتستند المبادرة الأميركيّة إلى احتمال استعمال الروس للسلاح النوويّ، ولو بطريقة مختصرة ومبتكرة، لضمان ردع الأوكران وصدّهم.

 

لا بدّ من وجود هيئة عليا دوليّة مشتركة، تضمّ ممثّلين عن الدول العظمى والنوويّة، وتمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، لأنّها ستكون نوويّة بشكل كامل وستدمّر كوكب الأرض بشكل شامل، وانطلاقاً من ذلك تنشط المبادرات والمفاوضات حالما ترتفع فرص استعمال القدرات النوويّة، كما بالنسبة للحرب الأوكرانيّة التي تدور رحاها اليوم.

 

لكنّ الخطر يبقى قائماً، بطبيعة الحال، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وكارثتي هيروشيما وناكازاكي الذرّيتين – وهذا ما يفسّر جدوى المبادرة الأميركيّة في الحرب الأوكرانيّة الآن – استناداً إلى أحداث سابقة وخطيرة:

– حصار برلين (1948 – 1949)، ومن ثمّ، أزمة جدار برلين سنة 1961، كحالتين مترابطتين.

– الثورة الأوكرانيّة الممتدّة بعد الحرب، ضد الاتحاد السوفياتي (1945 – 1960).

– أزمة الصواريخ الكوبيّة الحادّة سنة 1962، التي تحوّلت إلى إنذار ذرّيّ أيضاً.

– اصطدام الغوّاصتين السوفياتيّة والأميركيّة في بحر بارنتس سنة 1969، في خطوة استراتيجيّة شديدة الخطورة.

– الحرب الاستخباريّة المتقدّمة ضمن حرب فيتنام الطويلة، خلال ستينات القرن العشرين.

– الصراع في الشرق الأوسط، وخصوصاً خلال وبين حربي 1967 و1973.

– مناورات حلف شمال الأطلسي سنة 1983 في أوروبا الغربيةّ، والمعروفة باسم عمليّة أبل آرتشر 83.

 

و اللائحة تطول، والحرص واجب على عدم تحويل خطأ ما إلى خطيئة نوويّة مميتة… السلام يبقى دائماً السبيل المرغوب والمطلوب وأفضل الخيارات على الإطلاق!!

***

* د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *