أنطون تشيخوف وقصة “المغفّلة”
سليمان بختي
أنطون تشيخوف طبيب ومؤلف قصصي روسي.
تركت قصصه ومسرحياته أثرا عظيما على دراما الفن.
له في المسرحيات: “بلا عنوان” و “العم فانيا” و”الأخوات الثلاثة” و”بستان الكرز” وغيرها.
وفي القصص :”وفاة موظف” و”قناع” و”الصيادون” و” السيدة صاحبة الكلب “و”الكهنة” و”الدراما” و”مبارزة” و”حياتي” وغيرها.
“المغفلة”
دعا رجل مربية أولاده إلى مكتبه لكي يدفع لها أجرها الشهري.
قال لها:” اتفقنا ان يكون اجرك ثلاثين روبلا في الشهر”.
فقالت :” أربعون”.
فرد:” لا. كنت ادفع دائما للمربيات ثلاثين وهذا مسجل لدي في دفاتري. عملت لدي لمدة شهرين”.
قالت:” بل شهران وخمسة أيام”.
أعاد القول إن ذلك مسجل لديه في الدفاتر.
قال لها:”سوف اقتطع من مرتبك أجر تسعة أيام وهي أيام إجازة الأحد. وهناك ثلاثة أيام اخرى بسبب ذهابك إلى طبيب الاسنان”.
ظلت المربية تسمع ولم تنبس بكلمة. والدموع تترقرق في عينيها.
وأضاف الرجل:” كما أنك كسرت فنجانا ثمينا. وبسبب تقصيرك تسلق أحد الأولاد الشجرة ومزق قميصه وثمنه عشرة روبلات. وهكذا سوف اقتطع من راتبك ثمن كل هذه الأشياء. عدا مبالغ أخرى اقترضتها من زوجتي. وبالتالي لا يبقى لك من الأجر سوى أحد عشر روبلا. مدت يديها وتسلمت المبلغ بأصابع مرتجفة، والدموع تنساب من عينيها، وسمعها تهمس” شكرا سيدي”.
وقف الرجل وسألها:”شكرا على ماذا؟”
قالت:” على النقود يا سيدي”.
ازداد غضب الرجل وقال:” لقد سلبتك حقوقك فلماذا تشكرينني”.
قالت :” في أماكن أخرى لم يعطوني شيئا”.
أجاب الرجل:” لقد أردت المزاح معك، لكن هل يمكن أن تكوني عاجزة وضعيفة إلى هذا الحد؟ لماذا لا تحتجين؟ لماذا صمت؟ سأعطيك كل نقودك الثمانين روبلا كلها. وها هي في هذا الظرف وقد جهزتها لك. وأسألك الصفح، عن هذا الدرس القاسي”.
أدار الرجل وجهه وقال:”ما ابشع أن تكون ضعيفا في هذه الدنيا”.