كورونيّات!

Views: 329

أ.د. جهاد نعمان

غفونا في عالم، واستيقظنا في عالم آخر . 

فجأةً، خرج علاء الدين من فانوسه السحري… 

لم تعد مدينة النور على رومنسيتها 

وباتت نيويورك لا تحافظ على ازدحام شوارعها 

لم تعد سور الصين حصنًا حصينًا 

وها  انّ مكّة المكرمة قد اقفرت وكذلك ساحة الفاتيكان 

*** 

استحالت القبلات والعناق  سلاحًا فتّاكًا  

وزيارة الأهل  والأصدقاء لم تعد فعل محبّة

فجأة، تحققنا من ان السلطة  والمال والجمال

المنتشية من الاستكبار الأجوف  والاستصغار الارعن 

هي عادمة القيمة، لا فائدة  فيها وليس من شأنها ان تزودنا الاوكسيجين الذي نبذل 

قصارى جهدنا للحصول عليه. 

*** 

واصلَ الكون حياته وبدا جميلاً 

في حين انه عزل البشر في  اقفاص كما الجرذان 

وأخاله يضحك ضحك الواثق بنفسه 

يهزُّ ساعده  حاملاً رسالة الينا مؤداها 

اننا لسنا  من الضرورة بمكان 

لأن الهواء  والماء  والأرض  على ما يرام 

واننا عندما نعود  الى حياتنا  «الطبيعية» 

يجب ان نتذكّر اننا ضيوف عنده ولسنا أسيادًا. 

***

(*) د. جهاد نعمان،  أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *