سجلوا عندكم

“كَلِمَةُ وَفَاءٍ” من محمد نعيم بربر إلى عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي

Views: 78

 يستحضر الشّاعر محمد نعيم بربر، بعد اثنين وعشرين عامًا، ذكرياته مع الأستاذ عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي، رَئيس مَجْمُوعَةِ الجُرَيْسِي، رَئيس الغُرْفةِ التّجاريّة والصّناعيّة بالرِّياض، رئيس إتّحادِ الغُرَفِ التّجاريّة والصّناعيّة في الممْلكةِ العربيّةِ السّعوديّة .

وينشر الشاعر بربر مِنْ كِتَاب “رِجَال وذِكْرَيَات”، (قَيْد الإعْدَاد)، هذه الذّكريات المُوثّقة، لِقيمتها الأدبيّة والمعنويّة مع كِبار الأدباء والشّعراء والعلماء والنّقاد والشّخصيّات الإجتماعيّة الذين عَرَفْهم عن قُرْب، ويحرّرُها على حلقات قصيرة . ولقد اعْتمَد في هذه الحلقة على نشْر قصيدته “كَلِمَة وَفَاء”، وتحرير مناسبة نَظْمِها وإلقائها، وكذلك توثيق ردّ الأستاذ عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي على القصيدة المذكورة، برسالة شُكْرٍ خاصّ “لمْ يزَلْ أثَرُها البَالِغ في نفْسي، مَوضِعَ احترام وتقدير مِنْ شَخْصِيّة عِصَامِيّة كبيرة المَوقِع والمَقَام”، على حد قوله.

عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي 

 

ويوضح الشاعر بربر أنَّ هَذِهِ الْقصِيدةِ قد تَمَّ نظْمُها في آخِر عَامِ 2000 م، في مدينة الرّياض، لمُناسبَةِ تَهْنِئَةِ رَئيسِ مَجْمُوعَةِ الجُرَيْسِي الأستاذ عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي، بفَوزِه بانْتِخَابَاتِ الغُرْفةِ التّجاريّة والصّناعيّة بالرِّياض، واخْتِيَارِه رئيسًا لاتّحادِ الغُرَفِ التّجاريّة والصّناعيّة في الممْلكةِ العربيّةِ السّعوديّة، وقد أُلْقِيَتْ هذه القَصِيْدَة في حفْل تكْريم مُوظّفي مؤسسة بيْتِ الرّياض إحْدَى مُؤسّسَات مَجمُوعةِ الجُرَيْسِي، بحُضُور ورِعَاية رئيسها الأستاذ عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي، ومشاركة كِبار المسؤولين والموظفين في المجموعة .

صورة عن كلمة الشكر المرسلة من عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي إلى محمد نعيم بربر 

 

وحيثُ إنّ الشَّاعر محمد نعيم بربر، كان من بين المُكَرَّمِيْن في هذا الحفْل الكبير والحاصِلين على دِرْعٍ تقديريّة، فقد اعتلى المنبر صَادحًا ومُغَرِّدًا ومُهَنِّئًا من خلال قصيدته العامرة بكلماته العاطفيّة ومشاعره النّبيلة. وقد ردَّ رئيسُ المَجْمُوعة الأستاذُ عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي على الشّاعر بكلِمةٍ مُؤثِّرة من خِلالِ خِطَابِ شُكْر خاصّ، تَمّ تَثْبِيْتُهُ في الصّفْحَةِ التَّاليةِ للقَصِيدةِ المنشورة في ديوان الشّاعر، “جِرَاح الغُرْبَة”، صفحة 149، منشورات إتّحاد الكتّاب اللّبنانيين ــ بيروت.

الدِّرع التقديريّة والميدالية التكريمية 

 

 

 

كَلِمَةُ وَفَاءٍ

 

 

أَرْضَ الْبُطُوْلاتِ مَا أطْلَقتُ صَوْتَ فَمِي

إلَّا وسَابَقَ صَوْتِـي، النَّبْضُ مِلْءَ دَمِي

مُجَلْجِلًا، عَاصِفًــــا، كالصَّقْرِ مُنْتَفِضًا

مِنْ قَبْضَتَيْ صَائِــــدٍ، يَعْلُو على أَكَمِ

كأنَّمــــــــا  فَرْحَـــــةُ الأحْرَارِ  تَغْمُرُهُ

تَضُمُّهُ  قُبَـــــــــــلًا في ثَغْـــــــرِ مُبْتَسِمِ

بِالْحُبِّ يَشْدُو وذا صَوْتِـــــي  لِسَامِعِهِ

نَبْضٌ  مِنَ  الْقَلبِ  في  قِيْثَــارَةِ النَّغَمِ

عَظِيْمَةٌ  يَــا رِيَاضَ الْمَجْدِ ، أعْشَقُ في

مَرَاتِبِ  الْمَجْدِ ، حَـــدَّ  السَّيْفِ والْقَلَمِ

أبَا عَلِيٍّ، وقَدْ جَلَّــــتْ مَرَاتِبُكُـــمْ (1)

خَطَتَّهَــــا  في  كِتَابِ  الْفَخْرِ والشَّمَمِ

كَتَبْــــتَ فيْهـــــــــــا انْتِصَـــارَاتٍ مُظَفَّرَةً

فَالنَّصْرُ في الْعِزِّ صِنْــــــوُ النَّسْرِ والرَّخَمِ

بَسَطْتَ  فيْهــــا  بِأرْضِ الشَّامِخِيْنَ، يَدًا

تَلُفُّهَـــــــــا بِبَيَـــــاضِ الْخَيْـــــــــرِ والنِّعَمِ

رَوَيْـــــتَ فيْهــــــــا شَرَايِيْنًـــــا وأفْئِـــــدَةً

بِالحُبِّ نَابِضَـــــــــــةً، والنُّبْــــــــلِ والْقِيَمِ

تَوَزَّعَـــــتْ في حَنَايَــــــــــــا مَـــاجِدٍ عَلَمٍ

فَاخْضَوْضَرَتْ مِثْلَ لَـــوْنِ الأرْزِ في الْقِمَمِ

أَتَيْــــتُ أَكْتُــــبُ مِنْ لُبْنَـــــــــانَ مَلْحَمَةً

قَصِيْدَةً صَاغَهَـــــــــا كَا لدُّرِّ صَوْتُ فَمِي

كَأَحْرُفِ النُّوْرِ مِنْ نَـــــــــــــارٍ تُؤَجِّجُهَا

رُوْحِــــــي، فَقَلْبِيَ في الْحَالَيْنِ في ضَرَمِ

يشِعُّ قَلْبِـــــــــي، إذا فَاضَـــــــتْ أُبُوَّتُكُمْ

خَيْرًا وحُبًّـــــــا، فذا  فَضْلٌ إلَيْكَ نُمِي

أبَــا عَلِيٍّ، وبَعْضُ الْحُلْـــــــــمِ مَوْهِبَةٌ

وَرِحْلــــــــــــةُ الْعُمْرِ نَحْوَ الْمَجْدِ كَالْحُلُمِ

تَحَقَّقَـــتْ أمَــــلًا، ذُخْـــــــــــــرًا تُعَمِّمُهُ

أُمْثُوْلَـــةً، قَدْ سَرَتْ في سَـــــائِرِ الأُمَمِ

تَرَسَّخَتْ في حَيَـــــــــاةِ النَّــــاسِ، فَلْسَفَةً

تَوَهَّجَتْ قَبَسـًـــــا كَــــــــــالنُّورِ في الظُّلَمِ

شَعَّتْ فَفَاضَتْ على أَبْنَـــــــــــائِكُمْ دُرَرًا

فَأَثْمَرَتْ بِالْجَنَى مِنْ دَوْحَــــــــــةِ الْكَرَمِ

ومَـــــــا تَرَانِيْمُ أَشْعَـــــارِي سِوَى مُهَجٍ

سَكَبْتُهَــــــــــا بِمِــــــــدَادِ الْقَلْبِ، لَا الْكَلِمِ

أَبُثُّهَـــــا غَيْمَــــــــــــةً بِالْخَيْـــــرِ مَاطِرَةً

كَالْمَنْهَلِ الْعَذْبِ دَفَّــــــــــــاقٍ لِكُلِّ ظَمِي

أَزُفُّهَـــــا فَرْحَـــــــــــــــةً بِالْحُبِّ عَاطِرَةً

تَفَجَّرَتْ في فَمِـــــــــي شِعْرًا وفي قَلَمِي

 د. محمد نعيم بربر

***

  1. أبو علي : المقصود الأستاذ عبْد الرّحمن بِنْ علي الجُرَيْسِي

(https://www.ebsta.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *