كارثة الإدمان على المخدرات وأساليب علاجها

Views: 163

العراق- د. سلاهب طالب الغرابي

تعدّ ظاهرة الإدمان من أخطر المشاكل التي تعاني منها دول العالم، لأنّها تهدد كيان الأُسر والمجتمعات منذ زمن بعيد وارتفعت خطورة تعاطي المخدرات وانتشارها في مختلف الأوساط والمراحل العمرية في الآونة الأخيرة نتيجة زيادة الاستهلاك وتطور نمطه من كلا الجنسين، ومن الجدير بالذكر بأنّ الإدمان يحرّض على جرائم عديدة بسبب غياب الوازع الديني والإرشاد التربوي، وقلة وعي المدمن، ولاسيما أنّ المدمن يعاني من أضرار كبيرة في النواحي الصحية الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والمهنية والعلمية. 

ويعرف الإدمان باضطراب نفسي ينتج عن اعتماد سلوك مثل ادمان الألعاب أو ادمان مادة مثل المخدرات والاعتماد يكون بشكل قهري، وسنتعرف على ادمان تعاطي المواد الذي يتسم بخصائص ونمط بعد تعاطي أحدى مواد الإدمان بالإضافة إلى التسمم الذي يتعرض له الفرد قد يحرض إلى الاعتماد على المادة وعند تقليل الكمية أو التوقف عن التعاطي تظهر أعراض الانسحاب على الشخص والتي يمكن تصنيفها إلى: نوبة وحيدة من التعاطي الضار للمادة، وإلى نمط التعاطي الضار للمادة، إلحاق الضرر بالآخرين بسبب السلوك أثناء التسمم، اضطرابات نفسية واضطرابات النوم محرضة بالمادة. 

وبشكل عام تعاطي المخدرات يؤثر على كيمياء الدماغ، وينجم عنه خلل في الأداء العقلي وعلى الذاكرة والانتباه وبمرور الوقت رغبة الشخص بالتعاطي تتحول إلى إدمان.

وتكون المخدرات على فئات مثل: طبيعية والتي تستخرج من النباتات دون اضافات مثل الحشيش أو قد تكون طبيعية وتضاف لها مواد أخرى مثل الكحول والهيروين وقد تكون كيميائية تصنع من مواد كالامفيتامينات وتعدّ أخطر الأنواع.

يفشل الشخص في علاج نفسه من الإدمان لأنّه إذا حاول توقف التعاطي أو تقليل الجرعة سيعاني من أعراض انسحاب تجبره للعودة إلى التعاطي مرة أخرى، لذلك على المصاب طلب المساعدة من الطبيب المختص واتباع خطوات العلاج في المستشفى لعلاج الإدمان. 

 

أسباب الإدمان على المخدرات 

* عوامل نفسية: التعرض لصدمة نفسية أو صدمة عاطفية أو اعتداء جنسي. 

*عوامل بيئية: التفكك الأسري وكثرة المشاكل، وغياب متابعة الأب والأم للأطفال، الضغوط النفسية، رغبة التجريب والفضول حول تأثير المواد ورغبة تقليد الأشخاص المقرّبين من الأهل أو الأصدقاء، الأطفال من الآباء والأمهات الذين يتعاطون المخدرات معرضون بنسبة أعلى لخطر الإدمان، أصدقاء السوء، الفقر والجهل بمخاطر الإدمان أو الثراء والتبذير. 

أعراض الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات

  • تقلبات مزاجية وسلوك غير مفهوم.
  • اضطراب في الشهية وعدم ثبات الوزن.
  • ضعف المناعة وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض.
  • ضعف الذاكرة والتركيز.
  • الإصابة بالقلق والاكتئاب.
  • تلف الدماغ والكبد.

 الإصابة بنوبات قلبية.

  • الإرهاق والشعور بالتعب.
  • الميول للعزلة.
  • الغثيان وألم في البطن.
  • احتقان الأنف وأضرار في الأغشية المخاطية.
  • اضطراب في النوم.
  • العدوانية والعنف المنزلي.
  • الهلوسة.

 

تصنيف الاضطرابات

 تصنّف الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد في التصنيف الدولي للأمراض ICD -11 إلى:

1- اضطرابات ناجمة عن تعاطي الكحول 6C40

2- اضطرابات ناجمة عن تعاطي الحشيش 6C41

3- اضطرابات ناجمة عن تعاطي مركبات الكانابيونيد التخليقية 6C42

4- اضطرابات ناجمة عن تعاطي الأفيونيات 6C43

5- اضطرابات ناجمة عن تعاطي مهدئات أو منومات أو مزيلات قلق 6C44

6- اضطرابات ناجمة عن تعاطي الكوكائين 6C45

7- اضطرابات ناجمة تعاطي المنبهات بمافيها مركبات الأمفيتامين أوميثأمفيتامين أو ميثكاثيون 6C46

8- اضطرابات ناجمة عن تعاطي مركبات الكاثينون التخليقية 6C47

9- اضطرابات ناجمة عن تعاطي الكافئين 6C48

10- اضطرابات ناجمة عن تعاطي المهلوسات 6C49

11- اضطرابات ناجمة عن التبغ 6C4A

12- اضطرابات ناجمة عن تعاطي النشوقات الطيّارة 6C4B

13- اضطرابات ناجمة عن تعاطي -3,4 ميثيلين ديوكسي أمفيتامين MDMA أو الأدوية ذات الصلة بمافيها MDA

14- اضطرابات ناجمة عن تعاطي أدوية تفارقية بما فيها كيتامين وفينسيكليدين PCP 6C4E

15-اضطرابات ناجمة عن تعاطي مواد نفسية التأثير بمافيها الأدوية 6C4E

16- اضطرابات ناجمة عن تعاطي مواد متعددة تم تعيينها أنها نفسية التأثير بما فيها الأدوية 6C4F

17- اضطرابات ناجمة عن تعاطي مواد نفسية التأثير لم تتم معرفتها أو لم يتم تعيينها 6C4G

18- اضطرابات ناجمة عن تعاطي مواد غير نفسية التأثير 6C4H

 

تشخيص الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان 

يتم التشخيص بالاعتماد على الأعراض الجسدية الظاهرة، واجراء فحص طبي عام تشمل تحاليل شاملة، فحص الدم وتحديد الاضطرابات النفسية والعضوية.

علاج الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان

1-العلاج النفسي والتأهيل السلوكي: ويتم فيها علاج المصاب من أفكاره السلبية وسلوكياته المندفعة، ومقاومة أفكار التعاطي بالإضافة إلى جلسات علاج جماعية مع مرضى آخرين لتشجيعه على اكمال برنامجه العلاجي، ويعمل العلاج السلوكي المعرفي على تحديد الدافع وراء الإدمان على مادة أو القمار وتعليم الشخص طرق جديدة تبعده عن التفاعل معها.

2- العلاج الدوائي: يصف الطبيب أدوية خلال بقاء المصاب في المركز الطبي ولايصح استخدام هذه الأدوية في المنزل ودون رقابة طبية ودون اشراف الطبيب لأن الشخص سيعتمدها بديل للإدمان. 

3- العلاج الاجتماعي: يتم تأهيل المصاب اجتماعياً وتقوية عزيمته على التعامل مع الضغوط من خلال دورات تدريبية وعلاج انسحابه الاجتماعي. 

يعتبر الإدمان كأي مرض مزمن ليس من السهل علاج المصاب وجعله يتحكم في رغبته بالتعاطي ومواجهة المشاعر السلبية وسحب السموم، ويتلخص إزالة السموم بالتالي: تقليل جرعة المخدرات تدريجياً، استبدال المادة بمادة أخرى ذات آثار جانبية أقل ويتم ذلك في العيادات الخاصة أو يتطلب دخول المستشفى، ويحتاج لمدة ضمن مدى ٣ -٦ أشهر تقريباً بعد اتباع برنامح علاجي خاص للمريض.

 وينبغي معرفة أسباب التعاطي والأعراض وتوجيه المصاب للتعامل مع أعراضه ويكمل حياته بشكل طبيعي من دون وجود الكحول والمخدرات وغيرها، ومن الجدير بالذكر أنّ ترك العلاج يسبب حدة في الاضطراب ويعود المصاب للتعاطي بكيمة أكبر، ونسبة الاستجابة للعلاج تتباين من شخص إلى آخر.

مراحل علاج الإدمان

  • فترة الحرمان والانسحاب: تتسم بالتقلب ما بين المشاعر الأيجابية والسلبية وتكون أصعب فترة على المصاب لأنّه وقف التعاطي على مدى ١٠ إلى ١٥ يوم.
  • فترة الحماس: تتسم بعودة المصاب لحياة منظمة والشعور بانخفاض الرغبة في التعاطي وغياب الحرمان على مدى ١-٣ أشهر. 
  • فترة الملل: تتسم بالشعور بالاكتئاب والملل من روتين الحياة المنظمة وغياب الحماس، والرغبة بالعودة للتعاطي على مدى ٣-٦ أشهر. 
  • فترة الحياة الجديدة: تتسم بتغير حياة الشخص والقدرة على الاستمتاع والتواصل الاجتماعي وتكون بعد علاج ٦ أشهر متواصل.

 

أهم الإرشادات النفسية للوقاية وعلاج الإدمان

*أفضل طرق الوقاية لمنع الإدمان هو عدم تناول المخدرات بمختلف أنواعها وينبغي الحذر عند تناول دواء يسبب الإدمان مثل مضادت القلق والأرق واتباع الجرعة التي وصفها الطبيب والابتعاد عن الاجتهادات الشخصية. 

* تعزيز الجانب الروحاني ويقع على الوالدين الدور الأكبر في غرس تعاليم الدين الاسلامي من خلال التربية الصحيحة.

* الإسراع في علاج الادمان لأنّ ذلك يقلل من أعرض الانسحاب وللحماية من حالات الادمان الخطيرة التي تسبب الانتحار نتيجة الاكتئاب الحاد أو نوبات قلبية تؤدي إلى الوفاة.

* اتباع خطة العلاج التي يصفها الطبيب لمنع الانتكاسة وهدف الخطة التعافي.

 * على الآباء تثقيف أولادهم حول مخاطر الإدمان وتقويتهم في مواجهة تحريض أصدقاء السوء. 

* ينبغي اعتبار المصاب مريضاً وعدم العنف معه لأنّ العنف سيبعده عن العلاج، وعلينا أنْ ندرك اتخاذ قرار العلاج من المصاب هو أول خطوة في برنامج التعافي.

* ممارسة الرياضة قدر الإمكان.

* الحفاظ على جدول غذائي صحي منتظم.

 * ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفس.

* دعم الأسرة والأقرباء والأصدقاء للمدمن ورفع ثقته بنفسه وزيادة عزيمته في التعافي.

* تثقيف المدمن أكبر قدر ممكن عن الإدمان وآلية علاجه لمنع حدوث الانتكاس.

*فرض رقابة المشددة على تهريب وبيع المخدرات في الأسواق ومراقبة الأماكن التي يتعاطى فيها الأحداث والشباب المخدرات مثل المقاهي، وتطبيق القانون على نحو عادل ونزيه ومثالي لردع الاتجار بالمخدرات.

*التوعية الشاملة للمواطنين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والفضائيات لحثهم على تجنب آفة الإدمان، ضرورة تثقيف الطلبة بمخاطر الإدمان وايضاح العقوبات المترتبة على مَن يتعاطها.

*منع أو التقليل من بيع الأدوية المسكنة او المخدرة إلا بوصفة طبية. 

*إنشاء مراكز تأهيلية لعلاج المدمنين.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *