الأب نجيب بعقليني في عيد مار مارون: “أين أنتم أيها القادة ؟!

Views: 142

لمناسبة عيد مار مارون، وجه رئيس جمعية “عدل ورحمة” الاب الدكتور نجيب بعقليني كلمة الى اللبنانيين بعامة والى الموارنة بخاصة، بعنوان: “أين أنتم أيها القادة ؟! جاء فيها: 

نستنتج من حياة القديس مارون وروحانيته، أنه القائد الخادم . أين بعض القادة الرُّوحيّين والمدنيين من متطلبات وصفات القائد؟ ألسنا بحاجة إلى قادة يتحلون بأدنى مواهب القائد الخادم وقدراته وصفاته؟ نعم القائد يعلِّم ويتعلَّم؛ لا يظنّ أنّه أفضل من الآخرين، بل عليه أن يحاول جاهدًا الاستماع والإصغاء، والمرافقة والمتابعة، فلا يمارس القيادة بالأوامر أو الإملاءات، بل بإعطاء الفرص السانحة للجميع للقيام بمبادرات ومهمات.

على القائد أن يكون ذاته، أي الابتعاد كليًّا عن الإدانة والتهكم والتسلّط، والكبرياء وامتلاك الآخر، والتّمسّك بالسلطة “من أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن للكلّ خادمًا” أَلم يأتِ المسيح ليخدم لا ليُخدَم؟ متى ٢٠: ٢٥). أوليس المثل الصالح المكان والطريقة الأكثر تأثيرًا وإقناعًا وتعليمًا في الحياة؟ أليست “الشَّهادة” الظاهرة والفاعلة، أكثر حقيقة من  القائد الخادم؟ نعم، نحتاج إلى القيادة الصَّالحة والحكيمة في مجالات الحياة اليومية، من زمنية وروحيّة. كم يُطلب اليوم من القائد أو الرَّاعي البقاء مع شعبه و “أبنائه”، بممارسة السُّلطة بنزاهة وشفافية وتجرُّد، وشرعيّة لمصلحة الأشخاص، كلّ الأشخاص من دون تفرقة.

يمكننا القول إنّ على القائد الرُّوحيّ أو المدني، التحلي بالقيم والمبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة، فضلاً عن مؤهلات وصفات تخوّله أن يكون قائدًا بكلّ معنى الكلمة .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *