الحراك أفضل من الجمود

Views: 4

خليل الخوري 

بقدر ما تركز الاهتمام في لبنان على مؤتمر باريس الخماسي، بقدر ما تعاملت معه وسائط الإعلام الفرنسية بشبه تجاهل، الى درجة أن أكثر ما ذُكر عنه، لم يتجاوز أسطراً معدودة في واحدة أو اثنتين من صحف الورق… وليس ضرورياً الإسهاب في التعليق على هذا الوضع، كونه يتحدث عن ذاته بذاته.

وهذا مؤشر على أمرين: الأول أن اهتمامات العالم في مكان آخر وأن الاجتماع الذي عُقد بتقنية «الزوم» لم يكن أكثر من رفع عتب. والثاني أن على اللبنانيين أن يتصدوا لقضاياهم بأيديهم، فلن تحك الجلد اللبناني أظفار الاخرين.

ولكن هل يبادر المعنيون، في هذا البلد، الى البحث الجدي في الاستحقاق الرئاسي؟!.

الجواب يُقتَصَر بالإيجاب فقط على ما يقوم به الوزير وليد جنبلاط من خلال موفديه الى لقاءات يعقدونها مع الكتل النيابية، والمرجعيات غير الزمنية، وتلك التي يجريها جنبلاط شخصيا مع غير طرف.

كيف يمكن تقويم هذا الحراك الجنبلاطي؟!.

قد يكون الجواب سابقاً لأوانه، وإن كانت بوادره لا تشي، حتى اليوم، بإمكان فتح ثغرة ملحوظة في جدار الأزمة الرئاسية. إلّا أن الحراك، بحد ذاته، يبقى مهماً، كون الجمود قاتلاً. ولكن يمكن استخلاص بضع نقط من هذا «النشاط» الجنبلاطي وعلى هامشه، لا سيما أنه سبقته وتخللته زيارتان للنائب وائل أبو فاعور الى المملكة العربية السعودية.

النقطة الأولى: إن الموقف الخليجي عموماً والسعودي تحديداً من الاستحقاق الرئاسي بات «واضحاً جداً» لدى جنبلاط على الأقل.

الثانية: إنه بعد تحديد هذا الموقف ثمة انعكاس على قرار الدكتور سمير جعجع، وهو إنه لم يعد في وارد تأمين النصاب لجلسة انتخاب الرئيس (ولو بعد جلستين أو ثلاث) إذا ضمن حزب الله 65 صوتاً لمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

النقطة الثالثة: إن «البحث» عن «المرشح الثالث» يتقدم على أي التزام جنبلاطي تجاه أي مرشح آخر، وإن الوفد الجنبلاطي الى لقاء المرشح ميشال معوض، قد وضع رئيس حركة الاستقلال في هذا الموقف.

(https://lsu79.org/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *