العالَم… إلى أين؟!

Views: 217

أنطوان يزبك

 

لا يوجد غالبا شهود على العنف ،بل شركاء فيه فقط..

جان بول سارتر

 

منذ انتشار وباء الكوفيد والكلام جار على خطط عالمية تقف وراءها دول عظمى وعقول شيطانية، وهدفها إبادة أعداد كبيرة من البشر حتى “ترتاح الأرض” وتتنفس من وزر تكاثر البشر.

نعم أصبح الإنسان عبئا كبيرا على الاديم الذي يحمله ، والذي سوف يبتلعه : لأنك يا إنسان من التراب وإلى التراب سوف تعود مهما عشت وعمّرت في هذه الحياة، هذه حقيقة الوجود وهذا هو ناموس البشرية.

ولكن مع الأسف وعلى ما يبدو جليا فقد ضاق صدر الدول والحكومات العظمى بهذا الإنسان وبدعسات أقدامه على الأرض وأصبح أكثر من عبء..

كان لدى جدودنا في ما مضى ؛ جملة تحبب شهيرة يقولونها لإنسان قدّموا له خدمة معينة وأخذ يعتذر مكسوفا لأنه كلّفهم وغرمّهم: “ولو ياشيخ شرّفت وما كلّفت تقلتك على الأرض!”

وكنّا نسمع من أهلنا أيضا قولهم : بني آدم تقيل ..أي أنه ليس ثقيل وزن بقدر ما هو مكلف ومتعب للذي يستضيفه أو يقوم بعنايته في حال تقدم بالسنّ وكبر وصار في شيخوخة ومرض وعجز !! فكيف إذن بدول جبّارة لديها إمكانات كبيرة وثروات جبارة  لبناء طائرات حربية وصواريخ عابرة للقارات وطائرات قاذفة تحمل اطنانا من القنابل الذكية والمتفجرات الحارقة كلفتها مليارات الدولارات؛ تعجز عن الاهتمام بالبشر في مرضهم وضعفهم وشيخوختهم !

لذلك كان الحلّ الأنسب هو الإبادة وعلى الأقل التخلص من الشيوخ وبث الأمراض والأوبئة والعمل على تقليل عدد سكان الأرض وحجتهم في ذلك تذكرنا ببيت من شعر  زهير بن أبي سلمى القائل : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش/ثمانين حولا لا أب لك يسأم. 

أو ايضا كما قال أبو العلاء المعرّي: 

تعب كلها الحياة فما

أعجب إلا من راغب في ازدياد

إن حزنا في ساعة الموت

أضعاف سرور فى ساعة الميلاد

لا عجب في أن يكون حكام العالم قد تأثروا بأبي العلاء ، وأخذوا يهللون لساعة الموت ولسوف يعكسون الآية ، فيكون هناك حفلة عارمة في يوم الرحيل ووليمة وقص قالب الحلوى واطفاء شموع احتفالا بالحياة التي انطفأت، ولا استغرب ففي يوم الدفن في مجتمعنا المسيحي يأكلون ويشربون تحت شعار لقمة الرحمة، وبحجة ان الناس طوال مدة العزاء سيجوعون ؛ وكلما كان الأكل وافرا وفاخرا يتهامس المعزون بين بعضهم البعض:  أولاد الفقيد طلعوا  خواجات واوادم عملوا من قيمة المرحوم أو المرحومة، وفي الحقيقة يكون الميت قد ذاق الأمرّين من أولاده وعائلته وحتى أنهم اذاقوه كل ألوان الجوع والحرمان والذل والهوان على مدى حياته … أما إذا كان الطعام قليلا عيّروهم بالبخل والتقتير وفتحوا عليهم أبواب الجحيم !

في أفريقيا يمضي أهل الفقيد ثلاثة أيام في الرقص والأكل وشرب البيرة حتى الثمالة، وحجتهم ان ذلك يجعل روح الميت تستريح؛ فلتسترح روح الميت بسلام أمين ! !.  

بالعودة إلى مسألة إبادة الناس والإسراع في التخلص من العجوز اليكم ما تفتقت عنه قريحة أكاديمي ياباني وعالم كبير محاضر في أرقى جامعات العالم: يثير تزايد الشيخوخة في مجتمعات عدة متقدمة مثل اليابان، جدلا بشأن طريقة التعامل مع هذه الأزمة، لأن كبار السن يكثرون ويحتاجون إلى رعاية مكثّفة، فيما ينقص بحدّة عدد الشباب بسبب العزوف عن الإنجاب.

ووجد أستاذ وأكاديمي ياباني نفسه وسط سجال كبير، بعدما قدم “مقترحا مثيرا”، ألمح فيه إلى إمكانية حل الشيخوخة عبر تنفيذ “انتحار جماعي”، حتى وإن بادر في وقت لاحق إلى التوضيح بأن كلامه قد تعرض للتأويل.

يتحدث يوسوكي ناريتا، أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة ييل، في المقابلات التي يجريها، مسألة التعامل مع أعباء المجتمع الياباني الذي يتقدّم في العمر بشكل سريع.

وقال خلال أحد البرامج الإخبارية على الإنترنت في أواخر عام 2021: “أشعر أن الحل واضح تماما، في نهاية المطاف، أن يحصل انتحار جماعي أو “سيبوكو” جماعي لكبار السن”.

و”سيبوكو” طقس كان شائعا بين “الساموراي”، إذ يطلب المقاتل مثلا من أحد مقربيه أن يقتله وينزع أحشاءه، تفاديا للوقوع في أيدي العدو، أو أن تلحق به هزيمة مهينة.

وتطرق الباحث أيضا إلى موضوع القتل الرحيم، وأشار في إحدى المقابلات إلى “إمكانية جعله إلزاميا في المستقبل”، قائلا إن ذلك سيكون مطروحا للنقاش.

وقال ناريتا إنه كان يتعامل بشكل أساسي مع الجهود المتزايدة لإخراج كبار المسؤولين من المناصب القيادية في مجال الأعمال والسياسة، لإفساح المجال للأجيال الشابة”.

وتحذر مجموعة متزايدة من النقاد من أن شعبية الدكتور ناريتا قد تؤثر بشكل غير ملائم على السياسة العامة والأعراف الاجتماعية.

نظرا لانخفاض معدل المواليد في اليابان، فإن الساسة وصناع القرار قلقون بشكل متزايد بشأن كيفية تمويل المعاشات التقاعدية المتزايدة في اليابان، كما تكافح البلاد أيضا مع أعداد متزايدة من كبار السن الذين يعانون من الأمراض.

في إجابات مكتوبة على الأسئلة المرسلة له عبر البريد الإلكتروني كتب ناريتا عبارة “انتحار جماعي” و”سيبوكو جماعي”، فيما وصفه لاحقا بأنه استعارة.

يقول منتقدوه إن تصريحاته المتكررة حول هذا الموضوع قد نشرت بالفعل أفكارا خطيرة.

جادل ماساتو فوجيساكي، وهو كاتب رأي في “نيوزويك” اليابان بأن تصريحات ناريتا “ينبغي ألا تؤخذ بسهولة على أنها استعارة، إن محبي الدكتور ناريتا أشخاص يعتقدون أن كبار السن يجب أن يموتوا بالفعل يجب قطع الرعاية الاجتماعية عنهم”.

على الرغم من ثقافة الاحترام للأجيال الأكبر سناً، ظهرت أفكار بشأن إعدامهم في اليابان من قبل.

وقبل عقد من الزمان، اقترح تارو آسو، وزير المالية أن كبار السن يجب أن “يسرعوا ويموتوا”.

لكن المنتقدين يقولون إن الدكتور ناريتا يسلط الضوء على الأعباء المترتبة على شيخوخة السكان دون اقتراح سياسات واقعية يمكن أن تخفف بعض الضغوط! ! . ..

يصور فيلم The Colony المستعمرة  العالم في زمن ما سيدخل عصرا جليديا باردا تغطي الثلوج كامل الكوكب ، لكن بعض العلماء والناس يقومون ببناء مستعمرات من الفولاذ ، يعيشون بداخلها مع طاقة متجددة ويستنبتون البذور والزراعات لتأمين الغذاء ويربون الدواجن والأنعام للبقاء على قيد الحياة بانتظار انحسار الجليد. ولكن يحصل ان مجموعة من البشر يبدأون بمهاجمة المستعمرات وقتل سكانها ويتبين أنهم من أكلة لحوم البشر ويغعلون ذلك بغية التهام ما تبقى من أحياء على كوكب الأرض…

فيلم اخر من الرعب والترويع ، فصول أخرى تتنبأ بحروب ،إبادات جماعية ، أوبئة ، حروب نووية ، عصور جليدية ، أمراض فتاكة، إضافة إلى كوارث طبيعية ، يبدو أن ساسة هذا العالم قد سئموا الحياة والخيرات التي من شأنها أن تطعم المليارات من سكان الأرض وتفيض عن حاجاتهم ، لذلك بادروا بالتخطيط لخراب العالم المأهول وتحويله إلى يباب وخراب ! !…..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *