“رسولية الكلمة وتبادل فكري وتثاقف إنساني” محور مشاركة “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” في المهرجان اللبناني للكتاب -الحركة الثقافية أنطلياس

Views: 1201

تقرير كلود أبو شقرا

إيمانًا منه برسولية الكلمة وبالتبادل الثقافي والفكري، آل منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي على نفسه تحقيق حضور فاعل في كل تظاهرة ثقافية وفي معارض الكتب في أي منطقة في لبنان، وفي هذا الإطار شارك في المهرجان اللبناني للكتاب بنسخته الأربعين (3-12 آذار 2023) الذي  نظمته الحركة الثقافية – انطلياس بعنوان “ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الانطوني في انطلياس”.

  على مدى عشرة أيام، فتح الجناح قلبه إلى أهل الفكر ومحبي الكلمة والزوار الذين تقاطروا على الجناح للاطلاع على الحركة الثقافية التي يقوم بها المنتدى بشخص رئيسته المهندسة الشاعرة ميراي عبدالله شحاده التي كانت حركة لا تهدأ تستقبل الزوار، تنظم تواقيع الكتب في الجناح، وتشارك في الندوات والأمسيات الشعرية، وكانت لها وقفة شعرية مميزة في عنوان “ميراي شحاده تقرأ عبدالله شحاده”.

 افتتح المهرجان اللبناني للكتاب بعد ظهر الجمعة 3 آذار بحضور وزيري الإعلام والثقافة في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري والقاضي  محمد وسام المرتضى، النائب ادغار طرابلسي، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران وممثلي القيادات الأمنية وشخصيات رسمية وسياسية وقضائية وروحية وفكرية وتربوية.

ألقيت كلمات في المناسبة استهلتها  أمينة المعرض د. نجاة الصليبي الطويل فتحدثت عن النشاطات المرافقة من ندوات تعالج بمجملها قضايا وطنية ملحة أو عامة، وتكريم لأعلام الثقافة.

ثم ألقى رئيس دير مار الياس أنطلياس رئيس الحركة الأباتي انطوان راجح مما قال: “شاءت الهيئة الإدارية أن يتضمن عنوان هذه الدورة من المهرجان، اليوبيل المئوي الأنطوني لدير مار الياس الذي يحتضنها. هذا عرفان وامتنان، من شيم أعضاء حركة ثقافية ذات تاريخ تفخر به أنطلياس كما الوطن. فهم العالمون بأن حركتهم غير مقيدة بأي توجيه يفرض عليها، ومتحررة من أي قيد فكري يحرجها. إن الدير لا يمدها بسوى نفحات الرجاء، ولا يراها إلا بدالية من إليه تنتمي، وبها يفتخر”.

من جهتها، أكدت الأمينة العامة للحركة د. نايلة أبي نادر أن “ان ما تقوم به الحركة الثقافية اليوم، وغيرها من النوادي والمنتديات الثقافية الناشطة يعبر بقوة عن رفض جذري لما يحدث من حولنا. هذا التوق الجارف نحو الفكر الحر، واللقاء المتفلت من قيود الإيديولوجيات الضيقة، والرفض القاطع لإقصاء الآخر بمجرد أنه مختلف في طروحاته الفكرية، هذا ما يحركنا ويجعلنا نغامر مع أصحاب دور النشر والجامعات المشاركة والمؤلفين المنفردين، باعتبارهم جميعا أمناء على الكلمة والفكر وثقافة الحرية”.

أما وزير الإعلام زياد مكاري فأكد في كلمته  أنه “عندما تشتد الأزمات وتحكم قبضتها على وطن صدّر الحرف وأسس أعرق الصروح التربوية، فلا بد أن يأتي الترياق من الكتاب، ومنه ابتدأ كل شيء. ونحن على بعد أمتار من عامية أنطلياس، وفي قلب مهرجان الكتاب وفي رحاب الحركة الثقافية، نشعر بأننا نجمع المجد من أطرافه كلها”.

ختاما، اعتبر وزير الثقافة أن معرض الكتاب في انطلياس منارة ثقافية كبيرة بتاريخها، وقد اجترحت صمودها بالرغم من الحالة الاقتصادية المأزومة، فحافظ المعرض على ديمومته، ناشرا قيم التعددية والحرية، وتحول إلى ورشة تلاقح ثقافي مبدع ومسؤول حيث يعتبر نشاطه حالة معرفية على رقعة الوطن بكامله تتوالف فيه الأفكار في مختلف صنوف المعرفة من سياسة واقتصاد وشعر ورواية وتاريخ وتوثيق. ولهذا نشد على أيدي المنظمين، ونعترف بتقصير الدولة في مواكبة ودعم هذا المعرض ونأمل بعد انجلاء الغيمة عن حاضرنا المأزوم أن يكون المعرض في صلب أولويات خطة وطنية ثقافية جامعة تعيد الألق إلى بلدنا، وتخلق محفزات لدور النشر والكتاب والمفكرين في لبنان”.

جدّد بمناسبة هذا المعرض “الذي يمثل فعالية ثقافية فائقة الأهمية، الإعلان أن وزارة الثقافة وبالتعاون مع اتحاد الناشرين اللبنانيين وبالتنسيق مع جهات عربية ودولية سوف تعمد إن شاء الله الى تنظيم معرض دولي للكتاب في اوائل الخريف المقبل”.

 

زوار الجناح

بعد حفل الافتتاح زار الوزيران محمد وسام المرتضى وزياد مكاري جناج شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي وقدمت لهما رئيسة المنتدى  الشاعرة ميراي شحاده  مؤلفات المنتدى ومجموعة عبدالله شحاده،  كذلك زار الجناج أمين عام الحركة الثقافية د. عصام خليفة  الأب أنطوان راجح ، رئيس مجلس  القضاء السابق د. غالب غانم الذي قدمت له ميراي شحاده  مجموعة عبدالله شحاده، النائب ادغار طرابلسي وحشد من الفعاليات الثقافية والزوار.  

بدأت سلسلة التواقيع في الجناح بتوقيعين:

-الأول للدكتورة سحر حيدر التي وقّعت ديوانها الجديد  “أكتبُني…حين أحببتني” .

-الثاني للإعلامية والكاتبة نضال شهاب التي وقعت كتابَي “السياحة في لبنان” و”السياحة في الأردن”.

السبت 4 أذار

في اليوم الثاني غصّ الجناح بنخبة من أهل الفكر والثقافة الذين تحلقوا حول: —-الشاعر جان سمراني الذي وقع كتابي “وحدن..” و “ديب الوهم”

-والدكتورة إلهام كلّاب التي وقعت كتاب “أغصان وجذور”.

الأحد 5 آذار

تميّز اليوم الثالث بسلسة تواقيع لأدباء وشعراء من الشمال والبقاع، وبزوار من مختلف المناطق اللبنانية، توزعوا بين فعاليات شمالية وبقاعية وأهل الفكر والأدب والرسم التشكيلي…

-وقعت الكاتبة المهندسة ريان نجار ديوان “حب ولكن…”.

-وقع الدكتور  جان توما كتاب “كما…الإعصار”.

-وقع الكاتب  شفيق حيدر كتاب  “زاد الخريجين.”

-وقعت الشاعرة سوسن مرتضى ديوان “اللي بعد مانقال…” وتخلل التوقيع قراءات شعرية للشاعرة.

 

الاثنين 6 آذار

محطتان طبعتا اليوم الرابع:

-الأولى توقيع الكاتبة كلود جعجع عبد المسيح كتابيها:  “جذور لم تحترق” و”للحب وجوه.”

-الثانية توقيع الشاعرة ندى الحاج ديوان  “عابر الدهشة”، وقد تخللت حفل التوقيع قراءات شعرية لباقة من قصائدها شاركها في الإلقاء الممثل رفعت طربيه، في حضور رئيسة الكونسرفتوار الوطني للموسيقى د. هبة القواس، والمخرج جوزف بو نصار ونخبة من أهل الفكر ومتذوقي الشعر.

الثلاثاء 7 آذار

في اليوم الخامس زار جناح المنتدى وسائل الإعلام واطلعوا من رئيسته الشاعرة ميراي شحاده على نشاطاته.

في حديث إلى تلفزيون ” لنا “Ltv أكدت رئيسة المنتدى الشاعرة ميراي شحاده على أهمية المهرجان اللبناني للكتاب لأنه ضوء صغير في بقعة من السوداوية وهو ضروري وسط الظروف الحالكة على المستويات كافة، ودعت أصحاب الهمم العمل على إبراز هذا الضوء.

بعدما أعطت فكرة عن المنتدى ودعمه للكتاب والشعراء تمنت على كل من لديه وزنة توظيفها “لتثمر الأرض في المجال الثقافي ولننهض بلبنان الجميل لبنان جبران وإيليا أبو ماضي وعبدالله شحاده”.  

ضمن إطار التواقيع استضاف الجناح:

-الشاعر مردوك الشامي الذي وقّع كتاب “حبر أبيض”.

-الإعلامي والكاتب جورج معلولي الذي وقع  كتاب “إله الجنس من الظلمة إلى النور”.

 

الأربعاء 8 آذار

غص اليوم السادس بالزوار الذين شاركوا فرحة مجموعة من الأدباء والشعراء والكتّاب في توقيع كتبهم وهم:

-الشاعرة إيفون الضيعة وقعت  ديوان “لي وحدي” .

-الإعلامية  كلود أبو شقرا وقعت كتاب “ثائر يزرع الأمل”.

-الشاعر الدكتور محمد حبلص وقع ديوان “قصائد عاشقة”  .

-الأديب الدكتور جورج زكي الحاج وقع ديوان “يا بو رمح”.

الخميس 9 آذار

في اليوم السابع تتالت سلسلة تواقيع الكتب في الجناح وسط حضور متنوع ملأ أرجاء الجناح وتحلق حول:

-الشاعر باسل عبد العال الذي وقع  ديوان “أسميك التصاقا بالنجوم”.

– الشاعرة رندلى منصور التي وقعت “دوران”، “بلا عنوان” و “حرية وراء القضبان”.

 

الجمعة 10 آذار

تميز اليوم الثامن بمحطتين:

-الأولى مجموعة تواقيع كتب:

وقعت الدكتورة دورين نبيل نصر ديوان  “نحت على الهواء”.

وقعت الشاعرة أمنة ناصر كتابها تأملات فلسفية (باللغة الفرنسية) الذي ترجمت فيه كتاب د. جميل الدويهي.

وقع الشاعر أسعد مكاري ديوان “حروف تجعد فيها العمر”.

-الثانية: ساعة شعر: ميراي شحاده تقرأ عبدالله شحاده

غصت القاعة رقم 3 ضمن المهرجان اللبناني للكتاب في الحركة الثقافية-أنطلياس بحشد من أهل الفكر والثقافة والفن تقاطروا من طرابلس وبيروت والبقاع والجبل،  لمشاركة الشاعرة ميراي شحاده أمسيتها الشعرية في عنوان “ميراي شحاده تقرأ شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده”، ولم يستطع وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الذي حضر الأمسية أن يشق الحشد ليجلس في الصف الأمامي المخصص له، فآثر الوقوف في الخلف منصتًا ومصفقًا غير آبه بصف أمامي أو بصدارة المشهد، فاستقطب إعجاب الحضور بموقفه الذي ينم عن رفعة وكِبر وسموّ…

 

في ساعة شعر ألقت ميراي شحاده مجموعة من قصائد عبدالله شحاده نظمها في ثلاثينيات وأبعينيات وخمسينيات القرن الماضي إلا أنها تحاكي واقعنا اليوم، وكأن هذا الشاعر الرؤيوي استشف بفكره العميق وسعة اطلاعه لواقع المجتمع اللبناني ما سيحلّ ببلده الذي عشقه وتغنى بكل حبة من ترابه…

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني عزفه على الكمان الفنان اللبناني خضر رجب، ثم ألقت الدكتورة سلام شديد كلمة قدمت فيها الأمسية والشاعرة ميراي شحاده مما قالت:

مع المهندسة والأديبة والشاعرة ميراي عبدالله شحاده حداد وهي المدّ والامتداد الشجي الفواح لشعر وأدب الوالد ونعم الآباء والأبناء.

هي سرّ أبيها ومسراه ومسرّاته في كل ما قامت وتقوم به من جمع وإصدار لإرثه الشعري والأدبي القيّم في إخراج ملفت أنيق نثرته بإغداقٍ على المتعطشين فأغنت مكتباتهم الفكرية وذكاءهم الثقافي.

أيضًا في كل ما تترنم به ميراي من شعر والدها في كل مناسبة وأمسية من كنوز الكلام وحلوه.

لقد خلقت ميراي في معرض الكتاب هذا فسحة ثقافية رائدة في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء فكانت فسحة للتلاقي والتلاقح الثقافي والإنساني وكم نحن بحاجة إلى ذلك.

شكرًا ميراي باسم كل وقع وعبّر واغتنى في رحاب الدار.

عبدالله شحاده الحاضر الغائب لن تغيب، أنت تولد كل يوم وتولد في رحم روح من ولدتها وهي تتوالد بالتوالي بجناحيها الحالمين بعيدًا تقتات ميراي الخلود والرهافة فطيري وحلقي ميراي فأنت يومًا قررت أن تطيري. معًا نصغي إلى البوهيمية الحالمة فلها نغم الكلام والألق.

قبل أن تستهل إلقاء قصائد لوالدها شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده شكرت الشاعرة ميراي شحاده “الأحبة فردًا فردًا فردًا والأصدقاء والصديقات الوافدين من الشمال من طرابلس، ومن بيروت ومن البقاع وكل من آمن برسالتي التي أكنها لوالدي”.

أضافت: “هي بضع أبيات كنت أقرأها دائمًا وكانت تحثني لأكون اليوم بينكم بعد نضال مع الكلمة.

أبي قلمي أمي دواتي ونسبتي/  قريض به نلت المنى والمعالي/ فما الوحي إلا فيض روحي ونثرها/   وما الشعر إلا الرسم فانظر خيالي/ ستدفنني أيدي المنون في تربتي/    ويبعثني شعري فأحيا الليالي”.

بعد ذلك بدأت الأمسية بإلقاء قصيدة “الناسك” لعبدالله شحاده  من المجموعة الثانية ومن ديوان “أغاني الرجاء” نظمها عام 1939. وقبل أن تلقي القصيدة الثانية “أحبك”، عرضت تسجيلا للقصيدة بصوت عبدالله شحاده، من ثم ألقتها بصوتها وتتالت بعد ذلك القصائد رافقها فيها لحنًا وغناء الفنان العراقي جاسم حيدر الذي أتى خصيصًا من العراق ليواكب أمسية “ميراي شحاده تقرأ عبدالله شحاده”.

 

  السبت 11 آذار

يوم منتدى شواطئ الأدب، هكذا يمكن وصف اليوم التاسع الذي استضاف فيه الجناح سلسلة تواقيع كتب لأدباء وشعراء من منتدى شواطئ الأدب:

-وقع الشاعر عصمت حسّان (رئيس منتدى شواطئ الأدب) “شرفة الوقت”.

-وقع الشاعر مردوك الشامي ديوان “نون القسوة”.

-وقعت الشاعرة رولا ماجد ديوان “ثائرة بنبض مصلوب”.

-وقع الشاعر علي أبي رعد ديوان “وطني هبة ريح ونطير”.

– وقع الشاعر محمد مطر ديوان “إبريق الضو”.

-وقعت الشاعرة لجين الشمندي  ديوان “من أعالي الواقع”.

– وقعت الشاعرة ساجدة شحادة ديوان “روح ساجدة “.

-وقعت الشاعرة جمانة نجار ديوان “نقطة على الخصر”.

في المناسبة شكر رئيس “منتدى شواطئ الأدب” الشاعر عصمت حسان الشاعرة ميراي شحاده على تخصيص يوم لمنتدى شواطئ الأدب ضمن المهرجان اللبناني للكتاب وقال: “لم أكن أنوي الاشتراك في المعرض إلى أن فوجئت باتصال من الشاعرة ميراي شحاده تنبئني فيه بتخصيص السبت 11 آذار لمنتدى شواطئ الأدب وشعرائه لتوقيع كتبهم في جناح المنتدى.  شعرت بعاطفة ومحبة واعتزاز وفخر بهذه المبادرة الطيبة، واعتبر هذا اليوم بمثابة مهرجان. اجتمعنا مع منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي وسنكمل مسيرتنا سويًّا لتكون لنا بصمة في عالم الثقافة والأدب والشعر.”

بدورها قالت الشاعرة ميراي شحاده: أشكر الله لوجود شخص في هذا الوطن  يدعى عصمت حسان، لأنه يؤمن مثلي بالكلمة وبالآخر وبالفكر، ويضحي ويتفاعل مع كل كلمة طيبة ومع كل شخص لديه بصمة ثقافية،  ويعطي من ذاته ووقته  لينهض بالوطن من المدارك التي انحدرنا إليها”.

أضافت: “أضع يدي بيد الشاعر عصمت حسان لنزرع في تربة جيدة ونكون مثالًا صالحًا للذين يأتون من بعدنا ليكملوا هذا المشوار، ولنترك بصمة إنسانية قبل البصمة الثقافية، لأن الأديب والشاعر إذا لم تكن لديه الروح الإنسانيّة والمشاركة مع الآخر لا معنى لأدبه وشعره. مشينا الدرب سويًا ونظمنا أكثر من مهرجان مع بعضنا البعض  وسنكمل طالما هذا القلب ينبض وهذا القلم لم يجف”.

بدوره قال الشاعر مردوك الشامي (رئيس منتدى “حبر أبيض”): “ما يفعله عصمت حسان وميراي شحاده هو درس إيجابي لما يجب أن يفعله الآخرون. هذا اللقاء التوأمي اليوم بين منتديين كبيرين “شواطئ الأدب” و”منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” دليل على صفاء مؤسسَي هذين المنتديين. نعيش في أزمة ثقافية. عصمت حسان مثلا قبل سنوات دعا إلى توحيد المنتديات وحاول وجمع وفشل بكل بساطة. اليوم مع ميراي شحاده ومع “حبر أبيض” هناك نوع من الصهر الطبيعي والحقيقي لأن الهدف واحد هو الانتصار للثقافة العربية، للغة، للأبجدية التي جميعنا نحترم وجميعنا نسعى إلى أن تكون في أوج بريقها وعطائها. هذا اليوم جميل وكل الشكر لميراي على استضافتنا ولعصمت حسان على ما يبذله من جهد وعطاءات من أجل الثقافة.”

أضاف تعليقًا على مناسبة يوم الأبجدية (11 آذار): “عن الأبجدية بشكل عام أقول إننا صنعناها كبشر وهي التي صنعتنا كبشر حضاريين. لنتخيّل الكون بلا أبجدية وبلا لغة، كنا جميعًا نفتقد  إلى وسائل التفاهُم والتواصُل. الأبجدية مُتاحة للجميع لكن الفارق بين الأبجديّة في يد الكاتب والشاعر والأبجدية في يد العامة كبير. الشاعر يضع للأبجدية التيجان ويحوّلها إلى أميرة. هذا هو الفارق الذي نسعى إليه، للأسف، أقول بصراحة حتى في يد غالبية من  شعراء هذا العصر الأبجدية لا تزال بنت الريف”.

تابع: أطلق الشاعر عصمت حسان مبادرته منذ أربع سنوات وكان أول إنتاج لها 6 مجموعات لـ 6 شعراء لبنانيين وعرب. هذه السنة وسع الدائرة أكثر، هناك روايات ومجموعات شعريّة وسيكون ربما كتب فكرية أيضًا ومسرحية. كل فكر حقيقي وبليغ ويمتلك أدوات الإيصال للغة يتبناه الشاعر عصمت حسان، وطبعًا هناك لجنة من  المختصين تقرأ هذا النتاج قبل أن تتم الموافقة عليه. بحسب علمي وقربي من الأخ عصمت، وصلت إليه العشرات من المخطوطات، لكن عندما عُرضت على اللجنة تم اختيار الأفضل والأصلح وأيضًا، وهذا مهم جدًا، هذه المبادرة تهتم بالذين لا يمتلكون المقدرة المادية على طباعة الكتب. طبعًا هناك شعراء كبار قدموا لكن لديهم إمكانية مادية للطبع. عصمت حسان يحاول أن يصنع أدباء وشعراء جددًا ينطلقون من خلال المنتدى ومن خلال هذه الرؤية. ودائمًا إذا كان الكتاب الأول لكل كاتب في هذه المبادرة يكون أفضل، لأننا نكون قدمنا للمشهد الثقافي مواهب جديدة تستحق الظهور”.

 

الأحد 12 آذار

اليوم الأخير من المعرض كان احتفالا في جناح  شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي، جمع فعاليات من الشوف وعاليه والشمال وعكار وبيروت والمتن… وزوارًا تنوعوا بين المفكرين والشعراء ورجال الدين على رأسهم سماحة شيخ عقل الطائفة الدرزية سامي أبي المنى، شاركوا الأدباء توقيع كتبهم:

-د. محمد شيّا “دراسات فلسفية وجمالية”.

-الكاتبة زاهية موسى “حُب في ظلال المافيا”.

-د. مصطفى الحلوة  “مطارحات في أروقة المعرفة”.

-الكاتبة سهى نعيمه   The Buzzing of the Fly Over the Window Pane .

 

كذلك اتسم هذا اليوم  باحتفال الزوار وأهل الفكر بكتاب الدكتورة بهية أبو حمد “شربل بعيني منارة الحرف” الذي عرض في الجناح، لمناسبة توقيع الكاتبة له السبت 18 آذار 2023 في قاعة كفرحلدا في سيدني، وقد سجل كل من الدكتور مصطفى الحلوة والشيخ منصور الخوري والشاعر جان سمراني  شهادات مصوّرة حول الكاتبة والشاعر شربل بعيني، ووجهوا تحية من جناح منتدى شارع الكورة الخضراء عبدالله شحاده إلى الجالية اللبنانية في سيدني استراليا وبلدان الانتشار.   

د. مصطفى الحلوة اعتبر  كتاب د. بهية أبو حمد “شربل بعيني منارة الحرف” الذي تم توقعيه في المعرض، من أهم الكتب، وذكّر بمقاله “شربل بعيني وناقل الحرف” الذي يتردد رجع صداه من أنطليلس إلى سيدني،  وتمنى كل البهاء والنجاح لاحتفال توقيع الكتاب في 18 آذار في سيدني،   وأمل في تنظيم  ندوة للكتاب في طرابلس أو بيروت عندما تزور د. بهية لبنان “لنعطي صدى لهذا الكتاب العظيم”. وتوجه إلى الدكتورة بهية أبو حمد بالقول: “أفتخر إني وضعت مراجعة نقدية  له خلال توقيعك الأول  له في بلدية الجديدة. ونحن نترقب كتابك الجديد “رحيق الورود”  وعلى أمل أن يكون له توقيع في لبنان. نحن أخوة لكم في لبنان، لبنان المقيم جزء منكم وأنتم جزء منا”.

الشيخ منصور الخوري أرسل تحياته وشكره للكاتبة الدكتورة بهية أبو حمد التي “ردت مضمون الشعر الذي أخذه بقلبه شاعرنا الكبير شربل بعيني، وفيه عبق بخور الوادي المقدس وشموخ الأرز والجبل اللبناني. تحياتنا للجالية ولأهل القلم في أستراليا”.

جان سمراني شكر الكاتبة بهية أو حمد التي تكلمت عن شربل بعيني “هو صديقي وشاعر مجلي بالفصحى والعامية”.

 

في ختام فعاليات المهرجان اللبناني للكتاب نُظمت ندوة حول كتاب “مطارحات في أروقة المعرفة”  (منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي) للدكتور مصطفى الحلوة  شارك فيها الدكتوران جورج طراد ومحمد شيا ورئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء الشاعرة ميراي شحاده.

أدار الندوة  الدكتور ناصيف قزي الذي اعتبر أن “كتاب مطارحات في أروقة المعرفة”، هو كتاب فكري نقدي وبحثي توثيقي شامل، اتخذ له منطقًا جدليًا عقلانيَا، مستلهما أرسطو وكبار فلاسفة العرب، من الكندي إلى ابن رشد… ليستوي تحت شعار: “العقل هو الطريق الوحيد للمعرفة الحقة”. وقال:”إن الكتاب، وكما يقدمه الدكتور مصطفى، هو مراجعات نقدية وأوراق عمل ومداخلات خلال ندوات ومؤتمرات. ينقسم إلى قسمين:

-الباب الأول: مراجعات نقدية، ويتضمن عناوين عدة، من بينها: في رحاب الشعر، في الخواطر والكتابة الإبداعية، في القصة والرواية، في السيرة الذاتية، فلسفة وأديان، سوسيولوجيا/ تربية وعلم التاريخ إلخ… بإمكاننا أن نطلق على هذا القسم تسمية: قراءة في كتاب.

الباب الثاني: ويتضمن بحوثًا ودراسات، من عناوينها: الأخلاق والسلطة، العلمانية، اللغة، الإعلام، العولمة، العمل الثقافي المأزوم وأخيرا من كشكول الذاكرة الشعبية الخ… قد نطلق على هذا القسم تسمية: مساهمات بحثية في ندوات ومؤتمرات متنوعة”.

في كلمته اعتبر د. جورج طراد ان” الكاتب يعود بنا في كتاباته المميزة هذه إلى مرحلة المخاضات اللبنانية الحادة من خلال مقاربته لمسرحية  “ليالي القاووش” لعبدالله شحادة التي وضعها في العام 1962 ، وإذا بها سبق رؤيوي لشاعر الكورة الخضراء وكأنه يصف ما نتخبط فيه اليوم من دوامة المسرحية – المأساة التي تكاد تبتلع وطنا بكامله، ما جعل مصطفى يختم مقاربته لليالي القاووش بصرخة موجعة حيث قال: تصبحون على وطن، قد يشيع عاجلا إلى مثواه الأخير إذا لم تحصل معجزة في عصر لم يعد فيه للمعجزات كبير حضور”.

بعد ذلك تكلم الدكتور محمد شيا مما قال: “صديقي د. الحلوة، ومعرفتنا وثيقة  لم تنقطع منذ أكثر من 20 سنة، ومنذ البدء تميز بشمائل هي بالتجربة مواصفات صفوة الناس والأستاذ الجامعي الحقيقي، هو بالتأكيد بين صفوة البشر لو يدري مجتمعنا ودولتنا بما يحتاجه راهنًا، اسألوا اليابانيين مثلا لماذا حضارتهم سباقة، بفعل تقديرهم للمعلم عمومًا والأستاذ الجامعي المبدع تحديدًا. من أقوالهم أننا جعلنا راتب المعلم أعلى من راتب الوزير، ومن يقرأ  تاريخ النهضة اليابانية يرى أن نهضة التعليم في صلب نهضة اليابانيين”.

أضاف: “من صفاته الشخصية الودّ والاحترام والوفاء وإجلال الصداقة، ومن صفاته العلمية القراءة النهمة والمتابعة اللصيقة والإسهام الكتابي والشفهي كلما رأى ضرورة لذلك، وإسهام اجتماعي في أي جهد يصب في مصلحة مجتمعات شمالية هي الأكثر حاجة لهذا الجهدالاجتماعي. وأخيرًا إسهام ثقافي ثرّ في أكثر من جمعية ومركز ومنتدى ومناسبة أذكر منهما الاتحاد الفلسفي العربي ومركز تموز الثقافي.

بعد ذلك وجه كلمة شكر وتقدير إلى الشاعرة ميراي شحاده رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء التي احتضنت د. مصطفى الحلوة وأصدرت كتابه “مطارحات في أروقة المعرفة”، وأضاء على بعض محتويات هذا العمل المهم ووافق د. الحلوة على معظم خلاصاته وتوقف عند فصلين: مساوئ النظام الطائفي وجدلية الأخلاق والسلطة من منظور فلسفي مقاربة متحركة  عبر كتاب الجمهورية.

من ثم ألقت الشاعرة ميراي شحاده كلمة وجدانية جاء فيها:

عندما يرفع د. مصطفى الحلوة كتابه الموسوعي هذا صلاة لروح والدي عبدالله شحاده يرفعه صلاة تتنزل عليه بردًا وسلامًا، صلاة ضوعها مدينته طرابلس الفيحاء وترانيمها قرع أجراس كنائسها وتراتيل مآذنها.

عندما يسمو بإهدائه “مطارحات في أروقة المعرفة” لروح أبي وأنا الناذرة عمري وكل خطاي ونبضي وحرفي كي أزيح الصخرة عن مثواه وأخبر الدنيا عن أعماله وأشعاره وحراكه الفكري والثقافي آنذاك، لا تكفيني في هذه العشيّة كلّ الأبجديات، وإن صغتها بحروف من ذهب ووشحتها بخيوطِ من ياقوت، لا تكفيني كي أقول لك، أمامكم أيها الأحباء، شكرًا دكتور مصطفى شكرًا لكل هذه النورانيّة المضمخة بالمحبة وهذه الآلاء التي نزفها حبرك وهي تخاطب قلوبنا وأرواحنا وتنادينا إلى مقامات التبصر والتفكّر والتثاقف.

نروم معك وبك المعالي وننتفع في معارج الإبداع وإن قرأنا وتظللنا ببُردة أبحاثك نُبعث إلى فوق ونثب إلى ما وراء الحُجب ونحفر صعدًا. مع كلّ مقاربة من مقارباتك نتورط في ثقافاتك الموسوعيّة أكثر وأكثر. فمرحى ببدر معارفك الفريدة ومحرّك جدلياتك الدينامية نرقب بهما كسر أصفاد الضلال في واقعنا  المأزوم ثقافيا واجتماعيا والأهم انسانيا، وقد بتنا نحن سجان أهل الكهف وسجنائه تدهسنا عجلات الجهالة المخربة علينا سعادتنا وتشوهنا وتسطحنا وتدجننا فلسفات واهمة وواهنة لا نعي منها سوى القشور والتفاهات وركاكة وغموض وعدمية ينخرون في حداثتنا الثائرة دومًا.

لا نريد لمعرفتنا ولحكمتنا أن تشبه المومياء المتآكلة والتينة اليابسة وبقعة شوك وعوسج، فلا عدل ولا اعتدال ولا قيم ولا تقييم ولا حُب يكفي ليجعل من الأقحوان يتفتح ويكشف لنا عن خنفساء جميلة ترقد في الداخل.

 بحاجة نحن لأمثالك يا دكتور مصطفى، بحاجة نحن لأمثالك أيها المحتفى به تزرع وتنقّب وتبذر وترعى بتواضع ومحبة فكلنا حجاج للمعرفة والحكمة حول كعبة هذا الحلم المصطفى نشهد معًا على إبداعاته في مزاوجاته ومقارباته بين العقلانية والروحانية في شعر أو رواية أو سيرة أو كتاب.

وإنه لفخر منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء أن  يبزغ  كتابك الموسوعي هذا من رحمه  ويحمل هذا الإصدار الرقم الثالث عشر ضمن إصدارات تجاوز عددها الأربعين خلال مدة  سنتين، وعلى مسافة أيام من ندوتنا هذه سنلتقي السبت القادم حول مأدبة فكريّة شهيّة أخرى من إبداعاتك المعروفة ونتحلق مع إصدار ثانٍ لك من منتدى شاعر الكورة الخضراء في طرابلس في ذكرى رحيل الباحثة والدكتورة غادة السمروط.

قسمًا بحبرك الشهي كقبلات النحل للزهور في ربيع كلماتِك وقسمًا بعندلة البلابل وجذوة الفكر الحر في أثلام حقولك. وقسمًا بقامات السنديان الهيفاء في أبعادك الفكرية ومصابيحك الديوجينية، قسمًا بكل ما قلته ولم تقله بعد أنت فخر للبنان.

أوقدتني قنديلا يوم جعلت من قلمي يتبخر مزهوًا على متن غلاف مطارحاتك النقدية وأنا التي تحبو أمام دروب المعرفة وتكتنز من إنجازاتك الفلسفية بكل تواضع ومحبة. قالت يومًا بربارة يونغ عن جبران خليل جبران “هذا الرجل من لبنان” من هنا أقول لكم هذا الرجل هو من فيحاء لبنان”.  

في الختام ألقى د.  مصطفى الحلوة شكر فيها “الحضور الأكارم، جُلُّهم أصدقاء أعزاء، ولطلبتنا الجامعيين، لا سيما الآتين من طرابلس وعكار، وسائر مناطق الشمال. أما الشكر الأكبر، وعددُ كلماته ما يحوي كتابنا من كلمات، فأخصُّ به الصديقة المهندسة والأديبة الشاعرة ميراي شحادة حداد، رئيسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي”. فبهمّتها وبدعم من منتداها، بل منتدى والدها شاعر الكوخ، أبصر كتابنا النور. وقد كان لها أن تواكبه، منذ دفعه إلى المطبعة، وحتى صدوره بحلّته الرائعة القشيبة”.

أضاف: “إذْ أُعرض عن الكلام على مؤلَّفي، ذلك أنّ الزملاء المحاضرين، كما أسلفنا، لم يتركوا زيادة لمستزيد. بيد أننا سنتوقّف لِمامًا عند مسألة، تتمثّل في العبارة، التي ذيّلتُ بها مُفتتح الكتاب، فجاءت على الوجه الآتي:”مصطفى الحلوة/ذات يوم من الزمن الكوفيدي، شباط 2021”. لم أبتغِ، من خلال هذه العبارة، لفت النظر إلى أن الكتاب تمّ إنجازه في زمن كورونا فحسب، بل الذهاب أبعد، مشدّدًا على أنّ عملًا بحثيّـا، بهذه الضخامة، يمكن إنجازه، في أشدّ الظروف صعوبةً. ففي تلك المرحلة، وبخلاف كثيرين، لم يعرف الهلع إليّ سبيلًا! بل أحَلتُ فترة الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي فرصة لتوثيق مادة الكتاب، كنت أعددتُ، في عين تلك الفترة كتابًا آخر، بعنوان “أوراق تموز” ضمّ إثنتين وعشرين دراسة مرجِعيّة، لاثنتين وعشرين ورشة تفكير ونقاش، عُقدت غالبيّتها في مدينة جبيل. وهي ورش تمتاز براهنيّتها، لمواكبتها قضايا وإشكاليّات، من معيشنا اليومي، السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والتربوي، والصحي، والثقافي.

هي صفحاتٌ، من مؤلّفاتنا، طويناها، وهناك صفحاتٌ نشرّعها اليوم على عدة مؤلّفات لدينا، قيد الإنجاز. وهي ستصدر تباعًا، وأوّلها سيرى النور، بداية الأسبوع المقبل، وسيتمّ إطلاقه، في 18 آذار الجاري، في “مركز الصفدي الثقافي” في طرابلس، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرحومة الصديقة الباحثة د.غادة السمروط، وهو يدور حول مشروعها الفكري.

نقولها، أعزائي، بالفم الملآن؛ نحن أهلَ القلم والكلمة الحرّة، ليس لنا إلّا الكلمة سلاحًا، نُشهره، في هذه الظروف المصيرية الوجوديّة، التي نُعاني ويلاتها. إنّه الالتزام بقضايا شعبنا ومجتمعنا ووطننا، فنصنع من الخوف شجاعة، ومن الهلع سَكِينَة نَفْس، ومن الضعف قوة. إنّه دورنا، الذي نُدبنا لأجله، فهلّا قبلنا التحدي، إذْ لا خِيار لنا آخر، فإمّا أن نكون أو لا نكون!

ختامًا، وعلى جاري عادتنا، لدى إنجاز كلّ مؤلّف، نذهب إلى القول:” في مأثورنا الديني، للمجتهد أجرٌ إذا أخطأ وأجران إذا أصاب”! .. عسانا، عبر هذا السِفر “الكشكولي”، نحظى بنعمة الأجرين، فنكون من الفائزين الغانمين”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *