ندوة في الجامعة الأميركية في بيروت حول “تطور الأداء الموسيقي في لبنان بين عامي 2000 و 2020”
سليمان بختي
عقدت في الجامعة الأميركية في بيروت ندوة بعنوان “تطور الاداء الموسيقي في لبنان بين عامي 2000 و2020” في اطار برنامج زكي ناصيف للموسيقى واسبوع علي غندور الثقافي.
شارك في الندوة كل من المايسترو الاب خليل رحمة والمايسترو فادي يعقوب والملحن هاني سبليني وادارها سليمان بختي.
بداية تقديم من الدكتورة سوسن مكتبي ( عضو في برنامج زكي ناصيف للموسيقى) وقد اثارت الندوة الاسئلة الكثيرة وعمق التحديات الكبيرة التي تواجه واقع تطور الموسيقى في لبنان.
خليل رحمة
كانت مداخلة الاب رحمة بعنوان “الجوقات الكورالية بين الامس واليوم ” وتحدث فيها عن تجربته في تأسيس جوقة جامعة سيدة اللويزة 1993 ومعهد الكورال الغربي في معهد الكونسرفتوار الوطني. وكيف انتشرت فكرة تأسيس الكورالات في الجامعات والمعاهد والمدارس. ووضعت لبنان على خريطة المهرجانات اللبنانية والعربية والعالمية. وهذا التأسيس افضى الى كتابة الموسيقى المتخصصة للكورال وتنفيذها في لبنان. وطرح الاب رحمة السؤال الصعب وهو كيف نزخم العمل من جديد في هذه الظروف ؟ وكيف نحافظ على ما تأسس؟
فادي يعقوب
ثم كانت مداخلة للمايسترو فادي يعقوب وتحدث فيها عن الواقع الاوركسترالي في لبنان اليوم من خلال تجربة الكونسرفتوار 2000-2020. وقدم عرضا تاريخيا قيما عن الفرق التي أسسها المايسترو الراحل وليد غلمية ( 1938-2011) في الكونسرفتوار ونموها وتطورها. وكيف تأثرت هذه الفرق بعد وفاة غلمية وواقع الانهيار الاقتصادي وجائحة كورونا. ودخلت بالتالي في زمن التفكك وتقلص اعداد العازفين وهجرتهم.
طرح المايسترو يعقوب التساؤلات الصعبة والمشروعة والاخطاء التي يجب تجنبها في العمل المؤسساتي وهو قضية التأسيس غير المكتمل وغير المتكامل . وبالتالي كيف نستفيد من الاخطاء التي تؤخر مسيرتنا وتطورنا في الاداء الموسيقي وأحيانًا تعيدنا الى نقطة البداية.
هاني سبليني
وكانت المداخلة الاخيرة للملحن هاني سبليني وتحدث فيها عن التطور السمعي البصري لادوات التأليف والتسجيل الموسيقي وتحول ادوات التأليف الموسيقي من القلم الى الورقة الى برامج الكومبيوتر. والى اي حد خدمت هذه التقنيات تطور الاداء الموسيقي وتأثير كل ذلك في تفكير المؤلف الموسيقي من خلال التعامل مع الأدوات الإلكترونية. وبقدر ما سهلت التقنيات الحديثة عملية التأليف الموسيقي ومراحله بقدر ما اثارت المخاوف على الهوية الحضارية وروح العمل الفني. وبرأيه ان المجال لا يزال مفتوحًا امام الاختبارات والتجارب بشكل مذهل وصولًا الى برامج الذكاء الاصطناعي.
من خلال الواقع الحاضر والمأزوم طرحت الندوة الوقائع واستخلصت العبر ، ولكن رغم العثرات والصعاب التي يعانيها المجتمع اللبناني اليوم هناك دائمًا ناحية امل بنهضة جديدة تكون فيها الموسيقى الزاد والاساس لبناء الهوية والذات والاطار الانساني والاجتماعي لتقدم الحضارة والانسان.