سجلوا عندكم

حكاية أغنية “فدائي فدائي” لعبد الحليم حافظ ومسرحها كتابة وتلحينًا وغناء في بيروت 

Views: 127

سليمان بختي 

كانت أغنية ” فدائي ” استجابة سريعة ومناسبة للظروف التي يمر فيها العالم العربي (هزيمة 67 وما بعدها؟).

كان عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي ومحمد حمزة في بيروت. إذ كان عبد الحليم متعاقدا لحفلات له في لبنان. لكن الأمر الذي أقلقه ماذا يغني لجمهوره في هذه الظروف. واستقر رأيه أن يطلب من عبد الرحمن الأبنودي ومحمد حمزة كتابة الأغاني الوطنية اسنتهاضا لهمة الشعوب العربية بعد النكسة.

بادر محمد حمزة بتقديم أغنية ” فدائي فدائي” ولحنها بليغ حمدي خلال ساعات في بيروت على ما يروي الممثل غسان مطر.

عاد الثلاثي حليم وبليغ وحمزة في اليوم التالي إلى القاهرة لتسجيل الأغنية ثم طاروا مجددا إلى بيروت.

حمل إلى بيروت نسخة من التسجيل بعد المونتاج أحد أصدقاء عبد الحليم.

عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي ومحمد حمزة

 

سمع تسجيل الأغنية اشهر ثلاثة من متعهدي حفلات عبد الحليم في لبنان يوسف الحاج وأنور الشيخ ياسين واحمد الحاروفي وتسابقوا على إقناع عبد الحليم بأن يكون كل منهم صاحب فضل في أن يغني حليم هذه الأغنية في حفل يكون من تعهده.

استطاع الحاروفي التعاقد مع حليم واتفق معه على أن يكون الحفل في المدرج في بحمدون.

حضرت الفرقة الماسية  وغنى حليم أغنية “فدائي” بكل حماسة وإنسجام. ولما وصل إلى المقطع الذي يقول ” أموت أعيش ما يهمنيش / وكفاية شوف علم العروبة باقي”، حتى بدأ بعض المتحمسين من الجمهور بإطلاق الرصاص من مسدساتهم في الهواء حماسة وابتهاجا. ولكن ما حدث هو ان أعضاء الفرقة تركوا آلاتهم وركضوا إلى الكواليس للاحتماء من الرصاص. (https://www.capitalfoodservices.com/) وتوقف عبد الحليم عن الغناء. وبعد لحظات اقترب من المكروفون وقال للجمهور “عاوزنّي أغني بدون فرقة ولا إيه”. وأضاف ضاحكا :” ما فيش داعي للحاجات دي وأشار للمسدسات في أيديهم”.

هدأ الجمهور وعادت الفرقة إلى مكانها وغنى عبد الحليم ” فدائي فدائي” عدة مرات وأعاد وأجاد ونال الإعجاب والتصفيق.

يروي الشاعر محمد حمزة أن عبد الحليم عندما قرأ كلمات الأغنية لأول مرة طلب تغيير كلمتين فقط ” إفرحي حتى وزفيني” وأرادها ” إفرحي يامه وزفيني” أما الكلمة الثانية ” خلي اخواتي الصغيرين يكونوا بعدي فدائيين” إلى “يكونوا زيي فدائيين”.

حققت هذه الأغنية نجاحا وتوقيتا مؤاتيا لانطلاق الأعمال الفدائية بعد هزيمة 1967.

أعجبت الأغنية الرئيس عبد الناصر واتصل به مهنئا.

 

شكلت هذه الأغنية تحديا راسخا لمحمد حمزة في مجال الأغاني الوطنية التي كان يكتبها لحليم صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وأحمد شفيق كامل. اذ  حقق هذا النجاح المدوي لمحمد حمزة مكانا له بين شعراء الأغنية الوطنية في مصر. 

ماذا تقول كلمات الأغنية:” فدائي فدائي فدائي/ واموت أعيش ما يهمنيش/ وكفاية شوف علم العروبة باقي/ وسط المخاطر هناك مكاني/ والنصر عمره ما كان أماني/ جوه المواقع بين المدافع/ وسط القنابل أنسف أقاتل/ واموت أعيش ما يهمنيش/ وكفاية شوف علم العروبة باقي/ لو مت يا امي ما تبكيش/ راح أموت علشان بلدي تعيش/ إفرحي يامه وزفيني / وفي يوم النصر افتكريني/ وان طالت يامه السنين/ خلي إخواتي الصغيرين/ يكونوا زيي فدائيين”.

وغناها عبد الحليم في سينما  ريفولي  في مصر وفي  بيسين  عاليه في تموز 1969.

ولكن هناك قصة مغايرة رواها المطرب ماهر العطار ( 1938-2021 ) في إحدى المقابلات الفنية إذ قال :”إن أغنية “فدائي” لحنها بليغ حمدي له أولا وأنها أعجبت عبد الحليم وطلب منه أن يتنازل عنها ليغنيها”. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *