ومنْ عينيكِ ينفلتُ النَّهار
نعيم علي ميّا
تَعالي ..
كي أُريكِ على الشّبابيكِ
الّتي اهترأتْ
بقايا من جِراحاتي
وأحزاني ..
يَضيقُ بحمْلها جَلَدِي
فأُغمضُ عن مواجعها
وأَدفُنُ في لَظَاها
حُرْقتي ودمي
أنا المنسيُّ في حُفَري
أنا المنفيُّ في عُمري
بلا اسمٍ
بلا لقبٍ
وعنوان
**
كأنّي بتُّ أُغْنيةً
تُشَرّحُها المواويلُ الحزينةُ
في مدائنَ من نُعاسٍ
قُدَّ من يَبَسٍ
كأنَّكِ ..
غَرْسةٌ في قلبِ
هذا اليُبْس نابتةٌ
ومن عينيكِ ..
ينفلتُ النَّهارُ
يمدُّ في فَرَحٍ طُفولتَهُ
ويَبني سُلَّماً
ما بين نَهْداتي
ونَهْداتي
**
عبرْتُ إليكِ مُنْعَرجاً
بِعُرْي الرّوحِ خُطوَتهُ
فَوشْوَشَني صُراخٌ في دمي :
يا أيـُّها المجنونُ ..
أوْحَلَتِ الخُطَا
فعَلامَ تأخُذُكَ الدّروبُ
إلى يَبُوساتِ التَّعاريج ؟
وإنّي ..
قد ركبْتُ إلى مغانيكِ
نُوى كبدي
هي الأَيـّامُ تُلبسني
خريفَ عوائها
والوَحْلُ يَعْقِلُ خطوتي
فأروحُ أعبرُ بين أوردتي
وأبكي بِضْعَ دمعاتٍ
وأضحَكُ ..
مِلءَ دمعاتي
**
طيوفٌ من سحاباتٍ
ترِفُّ على مُناجاتي
تُنوّمُ في قوافيها ابتهالاتي
فأسأل :
كيف أحيا في ديار أبي
غريباً بين أغرابِ ؟
وتُرهقني سؤالاتي
**
وتأخذني المواجعُ
فاصْلبيني
بين عصفورينِ يرتعشانِ
من خوْفٍ ومن ظَمَأْ
**
يجول الدَّمعُ في عينيَّ يسألني :
أما زالتْ على الشّبّاكِ
تشْهقُ ريحُ أيلول ؟
وتلك الكأسُ يَشْربها الشّرابُ
وقد غفا كأسي وسُمَّاري
**
على شبَّاكِ مأساتي
كتبتُ قصيدتي
جاءتْ كلونِ الدّمع قافيتي
**