“جمعيّة عدل ورحمة” تحيي ذكرى غياب الأب هادي العيّا: قداس إلهي ووقفة تكريمية ودرع الأب هادي العيّا لرفاق الدرب 

Views: 349

ضمن سلسلة نشاطات اليوبيل الخامس والعشرين على تأسيسها، أحيت “جمعيّة عدل ورحمة”، الذكرى السنوية السادسة على رحيل الأب هادي العيّا الرئيس الأسبق للجمعية (١٠ تموز ٢٠١٧)، بقداس إلهي  ترأسه الأب بطرس عازار، أمين عام المدارس الكاثوليكية الأسبق، في كنيسة دير مار الياس- الكنيسة ( المتن الأعلى) وعاونه فيه رئيس الجمعية الأب الدكتور نجيب بعقليني والأب الرئيس جوزف عبد الساتر، وشارك فيه الأباء:  المدبر جوزف بو رعد والرئيس ماجد مارون، وروفايل عون ورولان مراد وايلي شخطوره وحضره والدة الأب هادي العيّا وعائلتها  وأعضاء “جمعيّة عدل ورحمة”، ورئيس بلدية العربانية والدليبة الاستاذ جهاد رزق الله .

بعد الإنجيل المقدّس ألقى الأب عازار عظة اعتبر فيها أن “الله دعا الأب هادي إلى مسؤولية خاصة  وشهادة خاصة في قلب كنيستنا في لبنان وفي قلب العالم، لذا لم يسأل عن هم أو عن تعب، كان همه الخدمة بتجرّد دائمًا  بعطاء وسخاء…”

 

أضاف الأب عازار: “رافقته  منذ كان طالبًا إلى أن أسلم الروح، رفقة طويلة… دعوته كانت فعلا جريئة، إذ انطلق في العمل الاجتماعي منذ كان يتدرج في الكهنوت، وهذا برأيي دعوة نبوية… فيسوع علمنا هذا العمل الاجتماعي الذي يكمله الأب نجيب بعقليني والفريق معه، وهو متمم لقول يسوع المسيح الذي تكلم فيه عن “إخوتي الصغار العطاش والجائعين”… من بينهم الأسرى المسجونون، “كنت مسجونًا فزرتموني”…

تابع: “تأسيس الجمعية كان مبادرة رائعة في كنيستنا ووطننا بشفافيتها وشموليتها وعطائها وتنوّع الخدمات التي تقوم فيها. طبعًا الذين يتابعون الأب نجيب بعقليني في الإعلام، يدركون أن للجمعية نشاطًا يوميًّا. باسمي وباسم إخوتي الرهبان نشكر الأب نجيب بعقليني والفريق العامل معه والرهبان لأن هذا العمل الاجتماعي فخر لكنيستنا في لبنان”.

 

أوضح أنه “لم يكن همّ الأب هادي المراكز أو المناصب بل قول كلمة حق والعمل على تكريم الإنسان لا نبذه، عملا برسالة الرب بمساندة بعضنا البعض. في مسيرته واجه الأب هادي العيا الكثير من الزؤان والأشخاص الذين وضعوا له العصي في الدواليب، لكنه  لم يلتفت يمينًا أو شمالا بل أكمل مسيرته، واليوم يكمل الأب نجيب وأعضاء الجمعية هذه المسيرة كي يدرك السجين أنه غير منبوذ وأن ثمة من يسانده ويفكر فيه ويعزيه”…

ختم الأب عازار عظته: “أحب الأب هادي الأشخاص الذين تعامل معهم وواكبهم واهتم بهم وهذه نعمة كبيرة… اتكل على الله وفي الوقت نفسه عمل على أكمال تحفة ربنا على الأرض. نشكر الأب نجيب بعقليني الحامل المشعل حتى يكمل تحفة ربنا…”

 

وقفة تكريمية

بعد الذبيحة الإلهيّة كانت وقفة تكريميّة لنضال الأب هادي العيا في مجال حقوق الإنسان، تضمنت شهادات لرفاق واكبوه في مسيرته وقدمتها لينا الرياشي (مديرة المشاريع في الجمعيّة) ومما جاء في كلمتها:

“ها نحن اليوم، نحتفل بمرور 25 سنة على تأسيس جمعية “عدل ورحمة”،  تحت شعار “لم ولن نكل”، هذه الجمعية التي دافعت عن حقوق الإنسان في المجتمع اللبناني وبالأخص المحرومين من حريتهم والسجناء والمرتهنين للمخدرات، ونود بداية أن نعبر عن شكرنا العميق للرهبانية الأنطونية التي كانت وراء انطلاق الجمعية ودعمها بشتى الوسائل. نشكر جميع المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة الرهبانية وكانوا مرافقين ومشجعين للجمعية وأعمالها المتنوعة.

في إطار هذه الاحتفالات باليوبيل الفضي، نقف اليوم وقفة تكريمية للأب هادي العيا الذي أطلق الرسالة ودافع عن حقوق الإنسان وعمل بالرحمة وطالب بالعدالة للمظلومين. ونطلق اليوم درع الأب هادي  ونهديه لجميع الذين ساهموا، سواء من قريب أو بعيد، في تحقيق أهداف هذه الجمعية وتطورها، ووضعها دائمًا في المقدمة في الاهتمام بمشاكل السجناء وعائلاتهم.

 

نحن ممتنون لكل الأشخاص الذين شاركونا في هذا الاحتفال والذين قدموا من مختلف الأماكن، فهذا يعزز رسالتنا ومسيرتنا ويؤكد تفانينا في استكمال هذه المسيرة التي بدأها الأب هادي العيا.

سنترك الكلمة لبعض الأشخاص الذين رافقوا عمل الأب هادي العيا منذ البداية وما زالوا يعملون بتفانٍ ومحبة وإخلاص لتحقيق أهداف هذه الجمعية، الدكتورة سحر حيدر، أمينة سر جمعية “عدل ورحمة”، والأستاذ سامي معروف، الذي رافق خطى الجمعية منذ عام 2011 وما زال حتى اليوم يساهم بتعليم اللغة العربية والرسم وغيرها للسجناء”.

 

د. سحر حيدر

ألقت  د. سحر نبيه حيدر  كلمة جاء فيها:

“وسمعتُ صوتًا من السماء يقول: أُكتُب، طوبى للأموات الذين يموتون منذ الآن وهم في الرب! يقول الروح: نَعَم، فليستريحوا من متاعِبهم لأن أعمالهم ترافقهم.” رؤيا يوحنا 14:13.

مساؤكم عطرٌ يرفل بالأمل

وحضوركم وفاءٌ تسوسه المحبة.

بين حلٍّ وتَرحالٍ، بين فراقٍ على أمل اللقاء، بين لحظات ضعفٍ واستسلام ولحظات قوةٍ ونضال، هكذا تمضي الحياة.

أهي مسيرةٌ مكتوبٌ علينا أن نحياها، أم أننا نختارُ أقدارنا ونسلّم فقط لمشيئة الآب بعد أن نكون قد اتبعنا الوصايا!

أحبائي، وقفتنا اليوم تأمّل والتأمل صلاة، لكي نحتفل بذكرى رحيل الأب هادي العيّا الذي غادرنا وترك وراءه إرثًا روحيًا عميقًا وأثرًا لا يُمحى.

نستحضر بيننا روحًا ألفناها وصدى صوتٍ تآلف مع الفرح رغم الآلام التي عاناها، إلا أنه لم يستسلم لليأس، بل بقي حتى آخر لحظاتِ حياته على هذه الفانية، يغبّ من وادي الدموع بصمتٍ ويسابق الوقت، لا بل ينافسه، بُغية تحقيق هدفه في الخدمة المجانية بإيجابية لا حدود لها.

نعم، تتحد أرواحنا، ههُنا، عند أقدامِ هذا المذبح المقدّس، لنقدّم شهادة وفاءٍ، أو ربما شهادة حقٍ أو كلمة شكرٍ أو حتى اعتذار، لمن فارقنا بالجسد في شهر تموز من العام 2017 بعد أن أثرى حياة الكثيرين بوجوده، من خلال المحبة الصادقة والعمل على مُناصرة المظلوم ونُصرة المضطهد، فحمل بفرحٍ السجناء والمتروكين والمهمشين والضعفاء، وبهذا شهِد لمحبة المسيح اللامحدودة لكلّ إنسان.

أبتي هادي، أراكَ خلف الحجب، تبتسم لي كسابق عهدي بك، تفرحُ وتهلل لوجودي وأنا اليومَ بين أهلك ومحبيك، فأسأل نفسي ما عساني أقدم لك في هذه الذكرى التي، نحتسبها نحن “تحقيقًا” لرجاء نطمح إليه على مدى سنيّ عمرنا، ألا وهو “لقاء الحبيب”، فنحن أولاد الرجاء، أبناء القيامة.

أحبائي، هي الحياة، همَّةٌ ومهامٌ، قد يختار البعض، أن يمضي في سعيه غير مبالٍ ما الطريق وإلامَ ستُفضي، فتدهشه السنون ولا يُثمر. فيما يختار الخيّرون، أولئك الذين تخيّرهم ملك الملوك ليرسموا معالم الطريق للآخرين، تُرافقهم ملائكةُ الهِداية والعطاء، فيخطّون بفرحٍ وثباتٍ لوحات تجسّد الإنسان رسولًا لا يتعب، وتكرّس الأعمال مسارًا يتعقبه كلّ من اختار السلام طريقًا إلى المطهر، وتضيء سكناتهم ومضاتٌ تشرق نبراسًا لمن، كرامتهم قدوةٌ وخطاهم سعيٌ دائم على درب الجلجلة.

هكذا كانت حياة الأب هادي العيا، مجسّدًا لنا صورة “السامري الصالح” الذي بذل نفسه ووقته وسخّر علمه ليزرع الأمل ويٌطعمَ الجائع، ويصغي إلى هموم المرذولين، ويهتمّ لأوجاعهم وأوجاع عائلاتهم، غايتُهُ من ذلك تحقيق العدلٍ وعيش الرحمة.

ترك كلّ شيء ليتبع المسيح، وانطلق بأمانةٍ ليبشر بالإنجيل، على طريقته من خلال عيش هويته الإنسانية، بإحياء القيم ولًعِبِ الدور الحضاري لإعادة بناء الإنسان، بخاصةٍ من أوصى بهم المعلم الأول” العِطاش والجياع والمسجونين والمرضى.” فكان في عمله كما في مرضه مؤمنًا، قادرًا على تحمّل الآلام بصلابةٍ ورجاءٍ وفرح.

أحبائي، قد يستطيع المرء نقش اسمه في أيّ مكانٍ يريده إلا في القلوب، فإنها لا تقبل النقش فيها إلا لمن نَبَضَت لها ودًا واحترامًا.

اسمحوا لي قبل الختام، أن أتوجه بتحية إكبارٍ واحترام إلى الأب الدكتور نجيب بعقليني الذي حمل لواء النضال بفرحٍ ومحبّة، لا ليُبطلَ ما كان، بل ليُتمم ما سيكون كيما تتحقق العدالة والرحمة.

وأستعير من الأديب الراحل جورج غريب قولته وأتوجه إلى الأب بعقليني:

“لا تخف من حملِ الصليب إنه الفرح الأكبر.

لا تطلب أجرًا على حمل الرسالة فأجر حَملةِ الرسالات على الأرض صليب.

فما أعظم من ليسَ في مُعجمه للحسد والبغضِ والحقدِ اسمٌ أو مرادف”.

وأخيرًا وليس آخرًا، باسمي وباسم اخوتي في “جمعيّة عدلٍ ورحمة” أشكر حضوركم جميعًا ونعاهدكم بأن تبقى “العدالة والرحمة” دأبَنا وهمَّنا الشاغلَ ويبقى الإنسان هدفَنا الأسمى، مكملين الطريق التي خطها الأب هادي العيّا وما زال الأب نجيب بعقليني يرسُم مسارها.

طوبى للساعين إلى السلام فانهم أبناءَ الله يدعون.

أبونا هادي إلى اللقاء.

 

سامي معروف

بعد ذلك تكلم الأستاذ  سامي معروف وقال:

نُهديكَ اليَومَ ميداليَّةً فضيَّةً، بعد سنواتٍ على غيابِك، هي الخمسَةٌ والعشرون عامًا في مسيرةِ (جمعيَّةِ عَدل ورَحمِة)، رافعَةً لواءَ القَضيَّة: قضيَّةِ الظُّلمِ والمـُعاناة.. قضيَّةِ الإنسانيَّةِ الأسيرةِ وراءَ قضبانِ الإهمالِ واللّامبالاة.. قضيَّةِ العدالةِ المنكفئَةِ إزاءَ المـَحسوبيَّةِ والمـُحاباة.. قضيَّةِ الحُريَّةِ المـَنسيَّةِ في جَواريرِ التَّسويفِ والقرارِ المـَوقوفِ تعَسُّفيًّا في زَحمَةِ المـَوقوفين الكِثار: الرَّغيفِ والدَّواء والفواتيرِ والأقساط والحِصَّةِ الغِذائيَّةِ…إلخ، في نظاراتِ هذا البلَدِ التَّائهِ إلى أجَلٍ غيرِ مُسَمًّى.

منذ انضَمَمْتُ إلى أسرَةِ (عَدْل ورَحمِة) عام 2011التقيتُ برجُلٍ صاحبِ رسالة، يعرفُ الواقِعَ جيِّدًا والهدَفَ والإمكانيَّات، لا يخشى التَّحدِّيات.. ولكنَّه يصنعُ منَ الصُّعوباتِ مراكبَ الإبحارِ والإنجازِ والتَّنفيذ.

أبونا هادي العيَّا بَعيدُ الرُّؤيا،”صَوتُ صارخٍ في بريَّةِ السُّجونِ”،”لا يكلُّ ولا ينكَسِر حتّى يضعَ الحقَّ في الأرض”. هومُناضِلٌ ديناميكيٌّ ذو حَيويَّةٍ لا تعرفُ التَّعَب، عَطوفٌ على المريضِ والغَريب، يُقدِّرُ كثيرًا مواهبَ العامِلين، يرفعُ بمَحبَّتِهِالضَّعيفَ ويحُطُّ من الخيَلاءِ والمـُكابرَة، يحترمُ الأصولَ والدَّساتيرَ والمواثيقَ المحليَّةَ والدُّوَليَّة، يلتزمُ المهَنيَّةَ والإحترافيَّة في العَمَل ضِمنَ فرَقٍ واختِصاصاتٍ يُكمِّلُ بعضُها بَعضًا.

لقدِ اختارَ أبونا هادي الطّريقَ الصَّعب في بلدٍ تشابكَتِ الأزماتُ فيه وتعقَّدَت حتى أصبَحَتِ الحلولُ “شِعرَ أشواقٍ لجَميلِ الصَّوت” وكما قالَ الشَّاعر خليل حاوي: “لا البُطولاتُ تنَجِّيهِ ولا ذُلُّ الصَّلاة”.

إنَّه السِّجنُ في بلَدِنا أيُّها الإخوَة.. إنَّه “سَدوم” تلكَ المـَدينةُ الشرِّيرَة وقد حُشِرَتِالأرواحُ الآثمَةُ في أقبيَتِها المـُعتِمَة لتنالَ العقابَ الذي تستَحِقّ. ولكنَّ أبونا هادي يعرفُ جيِّدًا أنَّ للجَريمةِ أبعادًا ثلاثيَّة، والجاني ليسَ المسؤولَ الوَحيدَ عمَّا جنَت يداه. فالجريمَة هي بنتُ الثَّقافةِ المحليَّةِ المتَخلِّفَة وغيابِ الإدارَةِ الحَكيمَة وتقصيرِ الدَّولةِ في التَّنميَة.. وعليه، فإنَّ أبونا هادي يُدركُ أنَّ للمُجتمَعِ بكاملِهِ مسؤوليَّةً جَوهريَّةً في واقع السِّجين قبلَ سَجنِهِ وفي السِّجنِ وعندَما يخرجُ إلى الحُريَّة.. ولذا فالدَّربُ شاقٌّ والصَّليبُ عَظيمٌ والجِهادُ مَديد والوصولُ ما زالَ بعيدًا!

كأنِّي بأبونا هادي العيَّا، منذ انطلاقتِها “جمعيَّة عَدل ورَحمِة” بأجنحَتِها المتعدِّدَةِ والمتنوِّعَة: الخدَماتِ القَضائيَّة والطبيَّةِ والنَّفسيَّةِ والاجتِماعيَّة واللّوجستيَّة والتَّثقيفيَّةِ داخلَ السُّجون.. أرادَ أن يكونَ السِّجنُ مركزًا.. ليسَ لخدمَةِ السَّجين.. بللإعادةِ بُنيانِه، ولَمْلمَةِ الدَّمارِ الشَّامِلِ في شَخصيَّةِ السَّجين، ومن ثمَّ تَدميرِ الذَّاتِ المـَريضَةِ الجانيَة التي غرَسَتها فيه عواملُ الوراثةِ والثَّقافةِ والبُؤسِ والحرمان. يكرهُ أبونا هادي السِّجنَ كأداةٍ عِقابيَّةٍ ويحبُّ السِّجنَ كوسيلةٍ علاجيَّةٍ بنَّاءَة. يكرَهُ السِّجنَ قبرًا للإنسانِ ويُحبُّهُ مُستشفًى لِداءِ الجريمَة. يَكرهُ السِّجنَ بابًا حَديديًّا وقِفلًا وحارسًا وجدارًا من الباطونِ المسَلَّح.. ويحبُّه “مَدينةَ مَلجَأ” كالمـُدُنِ السِّتِّ التي قالَ اللهُ لموسى أن يُقيمَها في سِفرِ العَدَد الأصحاح 35 “لكي يهرُبَ إليها كلُّ مَن قتَلَ نفسًا سَهوًا”. وعندَما تتضافرُ عواملُ وعناصرُ عديدَةٌ في التَّأثيرِعلى الإنسانِ، منها الوراثِيُّ ومنها النَّفسيُّ ومنها الاجتِماعيُّ والإقتصاديّ، يكادُ المجرمُ أن يكونَ مُخطئًا سَهَوًا وهو يحتاجُ إلى مَلجَأ. في السِّجن مدَّ أبونا يدَه للسَّجينِ لكي يقودَه إلى حُريَّةٍ حَقيقيَّةٍ صَحيحَة قد لا يختبرُها الإنسانُ الذي يعيشُ خارجَ السِّجنِ حُريَّةً مزيَّفَة.

لستُ مادحًا أو ممَجِّدًا مُكرِّمًا إنسانًا زائلًا.. ولستُ كذلكَ ديَّانًا له! الكمالُ لله.. “وهوَ وَحدَه فاحصُ القلوب وَوَازنُ الأرواح”.لا أريدُ أن أقَعَ في خَطيئَةِ ذاكَ العَبد الذي لم يسامِحْ رفيقَه بما سامحَه به سيِّدُه، والمسيحُ أوصى: “لا تحكموا حسَبَ الظَّاهر بل أحكُموا حُكمًا عادلًا”. وكما يقولُ الرَّسولُ بولس أيضًا في رسالتِه الأولى إلى قِدِّيسي كورنثوس: “عَمَلُ كلِّ واحدٍ سيَصيرُ ظاهرًا لأنَّ اليَومَ سيُبيِّنُه… إن بقيَ عَمَلُ أحَدٍ قد بناهُ فسَيأخذُ أجرتَه وإنِ احترقَ عمَلُ أحَدٍ فسيَخسرُ وأمَّا هو فَيَخلصُ ولكن كما بنار”.

أبونا هادي العيَّا جاهَدْتَ الجهادَ الحسَن..وأكمَلْتَ السَّعي..وحَفِظتَ الإيمان.. وتوفَّاكَ اللهُ على رجَاءِ أن يوضَعَ لكَ إكليلُ البِرّ في ذلِكَ اليَومِ العَتيد.

الأب نجيب بعقليني يقدم درع الأب هادي العيّا إلى الرهبانية الأنطونية بشخص المدبر الأب جوزف بو رعد

 

درع الأب هادي

في ختام الاحتفال قدمت دروع تكريمية لأشخاص بدأوا المسيرة مع الأب هادي وما زالوا يتابعونها حتى الآن.

-الدرع الأول قدمه الأب نجيب بعقليني إلى الرهبانية الأنطونية بشخص المدبر الأب جوزف بو رعد.

درع الأب هادي العيّا إلى “الست تيريز”

 

-الدرع الثاني إلى “الست تيريز” كما كان يناديها ابنها الأب هادي العيا.

-الدرع الثالث للآنسة سميرة خليل بدأت العمل مع الأب هادي قبل تأسيس الجمعية ، ثم انضمت إلى الجمعية وما زالت تسير في الدرب مع العمل الدائم على الثبات على القيم التي تقوم عليها الجمعية. وهي الوفية ، الأمينة ، القديرة والمثابرة على العمل الدؤوب لاستمرارية الجمعية وتقدمها من خلال المشاركة في كتابة المشاريع والدقة في العمل.

درع الأب هادي العيا إلى الآنسة سميرة خليل

 

-الدرع الرابع إلى الأستاذة لينا العيّا التي رافقت دربه منذ اللحظة الأولى،  وعملت معه في الجمعية وما زالت حتى اليوم تدافع عن حقوق الإنسان ولاسيما السجناء وتعمل على إخلاء سبيلهم بالطرق القانونية الممكنة وهي تتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال.

درع الأب هادي العيا إلى الأستاذة لينا العيّا

 

-الدرع الخامس إلى د. سحر حيدر أمينة سر الجمعيّة التي بدأت مسيرتها مع الأب هادي منذ عام 2000، ومنذ البدايات عملت معه على كتابة النشرات التثقيفية والتوعوية، وتنظيم شؤون الجمعية، وساعدته في العديد من الأمور خلف الكواليس.

درع الأب هادي العيا إلى د. سحر حيدر

 

-الدرع السادس إلى السيد ميشال درزي المسؤول عن العلاقات العامة في الجمعية، الذي كان اليد اليمنى للأب هادي العيا ويسخر كل امكاناته لإنجاح الجمعية التي يعتبرها بيته الثاني.

درع الأب هادي العيا إلى السيد ميشال درزي
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *