أغنية “بنلف نلف” لوردة كتبها بليغ حمدي ولحنها في وداع عبد الحليم حافظ

سليمان بختي 

هذه الاغنية اسمها ” بنلف نلف والسنين بتلف تلف”. غنتها وردة وكتب كلماتها ولحنها بيلغ حمدي ( 1932-1993) وبعد انتشارها غنتها سميرة سعيد وانغام ومصطفى قمر وحميد الشاعري وفايا يونان ورنا سماحة ومصطفى الشعيبي وشادي عطالله وسامر طالب. 

ولكن ما هي قصة هذه الاغنية الحزينة والجميلة؟

عائدا من التعازي بالمطرب الكبير عبد الحليم حافظ. دخل بليغ حمدي الى منزله متعبا والدموع تموج في عينيه حزنا على صديقه وشريكه في اكثر من ثلاثين اغنية بدأها بـ ” تخونوه” 1957.

امسك قلما وورقة وكتب:”بنلف نلف نلف/ والسنين بتلف تلف/ والم بيزيد وجراح بتخف/ حبيبي/ بنودع ربيع ونستقبل ربيع ويخضر الشجر/ تتنسي الدموع يحلو السفر/ حبيبي/ ويؤمرنا القدر تنطفي الشموع ويغيب القمر / وتصبح ذكريات مجرد ذكريات/ مجرد غنوة حلوة من ضمن الاغنيات/ حبيبي/ بنحب نحب نحب/ عطشانين للحب الحب/ والشوق بئيد بيدفي القلب/ حبيبي/ وامطار الشتاء تطفي كل ده/ والقلب الحزين بين ليلة ويوم/ يدوب من الانين/ حبيبي/ ضحكتنا بكى… قسمتنا كده/ تهدينا السنين ايام الهموم/ ونموت عطشانين/ ونصبح ذكريات مجرد ذكريات/  غنوة حلوة من ضمن الاغنيات”.

 

ثم أمسك بعوده وعزف على اوتاره دامعا ولحن الاغنية في رثاء العندليب الاسمر ورفيق مشواره الفني عبد الحليم حافظ.

وفي النص الاصلي للاغنية كان بليغ يكتب حليم ثم استبدلها بـ حبيبي.

كان بليغ حمدي يعرف مبلغ محبة عبد الحليم حافظ له. وذات مرة وقف حليم يقدم الموسيقار الشاب في احدى حفلاته المباشرة على المسرح بأنه أمل مصر في الموسيقى.

انها اكثر من صداقة تخللها الحب والود بل شراكة روحية ومشوار نجاح   بالعرق والدموع والفرح.

وهكذا خرجت هذه الاغنية من حنايا روح بليغ حمدي ومن اعماق وجدانه ورهافة مشاعره في وداع عبد الحليم حافظ.