صلاة أنا على فم الزمان
وفيق غريزي
ذرّات تناثر النهار
تسلبُ المرء القدرة على النسيان
صلبة هي كالصوان
حجر الثبات والروّية
بريقها يجعل كل الأسلحة والأقنعة
تبدو كاذبة.. مخادعة
ما يعيه الفهم باق في العدم
طائر يتحدى الريح
امرأة في ظلي تغوص
كشهب السماء
عيناي مفتوحتان
لا تتركاني أنام
احلامي في الضوء
تفجّر الشموس والأقمار
اتكلم من دون أن اعي ما اقول
أُحيي بصمت عميق
ميلاد الصوَر.
***
مرحبا بك أيتها الأحزان
انا صلاةٌ على فم الزمان
محفورةٌ في قلب المكان
جبهتي راية ترفرف في الفضاء
احفرُ الأرض تحت الظلال
نهر يجري بين النهدين
كمركب سكران
يمخر في الحجر .
***
لا ارغب في حبك
اعصار يجري في الوادي
صوت ينادي
كونتك على قدر عزلتي
العالم ملجأ تلوذين به
الأيام تفهم بعضها
كي لا ارى في عينيك
سوى صورتي فيك
ليالي عمري يضيئها جفناك
***
احتقر تقاليد البشر البالية
من عناقيد الدوالي يصنعون
العرق والنبيذ
في المواقد يضرمون النار
عبر القبلات يتوحّد البشر
يخبئون قلوبا اقسى من حجر
يزرعون الموت والفناء
يزعمون أنها شريعة القدر
يسكبون السم في الجرار
الأخوة الاعداء
قوانين قديمة
بالت عليها الهررة والكلاب
حلمنا حقيقة
ينشد الكمال
من براءة الأطفال
من العقل والخيال .
***
هذه ايام الخمول والضجر
ايامنا..
حقوقنا مداسة
في الاعمار الضائعة
ينحبس المطر
اجفاننا مغمضة عن افق البحار
ساعاتنا ابدا في حالة حصار
روحي لم تعد تسطع في الأزهار
طيور غريبة ترقص على الأغصان
طيرانها يهز جذوع الكيان
يحجب النجوم في سما لبنان
طيرانه حجر
على اجنحتها فكري
يحمله الموت والفناء .
***
نتوغل في غياهب الغابات
نسلك ممرات الصباح
نصعد مدارج الضباب
قلب الأرض يباس وخراب
ما زال هناك
ما نهديه للحياة
ترحب به قناديل السماء
سئمنا السكن
في ظل الخنوع.. والشقاء.. والملل.. .
