أغنية “أحضان الحبايب” وقصّة رهان بين حليم والأبنودي كسبه الجمهور

Views: 24

سليمان بختي

تعتبر اغنية “احضان الحبايب” واحدة من أكثر الاغاني الايقونية الحزينة التي غناها  عبد الحليم حافظ في مشواره الفني.

غناها في فيلم “ابي فوق الشجرة” (1969) والمشهد كان محاولة عودته إلى حبيبته وأصدقائه.  والجو كان غروبًا مسائيًا  على شاطئ  الإسكندرية. وقصة الفيلم  لاحسان عبد القدوس والإخراج لحسين كمال. كتب كلماتها عبد الرحمن الأبنودي.  ولحنها محمد الموجي. (newenglandtours)  

 

ولكن ما هي قصة هذه الأغنية خارج وقائع الفيلم؟

يروي الأبنودي انه كان يسهر في بيت عبد الحليم ومعه بليغ حمدي ومحمد الموجي  ومرسي جميل عزيز ومجدي العمروسي. وكان الحديث يدور حول الاغاني التي ستظهر في اخر افلام عبد الحليم.

سمع الأبنودي كلمات الأغاني وراح يسخر منها قائلا:  “حاجات من نوع  لحن الوفاء شايفها سلق بيض”. 

رد عبد الحليم: “لا يا ابنودي  هذه الاغاني  كتبها فنانون كبار”، واضاف: “وانت اصلا لا تعرف كتابة اغاني الحب والاحساس والكلام الشاعري. انت يا بتاع عدوية. انت راجل بتاع غناء شعبي وبس”.

عبد الرحمن الأبنودي

 

انفعل الأبنودي وقال: “والله لو اكتب حاجة من دول ساكتبها وانا قاعد معاك  حالا وبدون تفكير او ترتيب. ولو انا بتاع الكلام ده سأشتري بفلوسهم بيتين ملك”.

أجاب حليم:  “ماشي احب اشوف واوعدك  واراهنك امام الموجودين انك لو كتبت اغنية مثل جبار سأعطيك الفلوس واللي انت عايزه”.

أدرك عبد الحليم انه يستفز شاعرًا، وشاعر بحجم الأبنودي بالتأكيد سيكتب كلاما جميلا.

وقف الأبنودي  وهو يتمايل ساخرا وقال:

مشيت على الأشواك.  وجيت لاحبابك/. لا عرفوا ايه وداك /ولا عرفوا ايه جابك /حتى في احضان الحبايب  شوك يا فوزي.

ضحكوا جميعا من هذا الكلام الطالع مثل سحابة دخان من الأبنودي ما عدا عبد الحليم الذي قال له: “انت بتهزر.  ده كلام حلو. والله يا ابنودي ما انت خارج من هنا الا ومخلص الاغنية”.

محمد الموجي يغني “أحضان الحبايب”

 

شعر الأبنودي بأن القصة تحولت إلى جد وتحد.  اخذ ورقة وقلمًا وكتب المذهب واكمل الكلام: “مشيت هنا ورحنا لهناك جرحونا /  جينا شايلين جراحنا وباكينا/جينالكم  يا اللي لينا بكتب لكم خدودنا/  شيلوا الشوك من صدورنا  والدمعة من عينينا/ ابكي تحت الليالي والخوف ملو الدموع/ قلبي يا بلاد غريبة بتنورها الدموع/. .. وحتى اخر الكلام. 

وكان الملحن محمد الموجي يأخذ الفقرة ويلحنها. وهكذا خلص الأبنودي الاغنية في جلسة واحدة ولحنها الموجي في جلسة واحدة. 

كسب الأبنودي الرهان ونال أعلى أجر يتقاضاه في حياته عن الاغنية.

وخسر حليم الرهان لكنه فاز مع الجمهور بواحدة من روائع  أغانيه.

غناها محمد الموجي على العود. وغناها هاني شاكر وإصالة. 

ولا تزال الاغنية تسمع بشغف كانها أنجزت البارحة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *