أول أغنية  في حرب أكتوبر 1973 كانت لوردة وبليغ ومنصور

Views: 59

سليمان بختي

في ذكرى حرب  6 تشرين 1973 او حرب العبور تستعاد اللحظات والمواقف والذكريات والاغاني.

كانت اول اغنية أذيعت من الإذاعة المصرية في ثاني يوم الحرب اي 7 أكتوبر هي “حلوة  بلادي السمرا ” التي غنتها وردة ولحنها بليغ حمدي وكتب كلماتها عبد الرحيم منصور.

ما هي قصة هذه الأغنية؟ وكيف ولدت  وارتباطها بحرب تشرين؟

 

يعتبر عبد الرحيم منصور احد ابرز شعراء العامية في جيله وكتب اكثر من 200 اغنية في هذا المجال من حرب الاستنزاف وحتى حرب 1973.

وكان الموسيقار بليغ حمدي شريكه في معظمها.

وكان عبد الرحيم منصور يؤمن بأن الاغنية  هي رسالة.

عند بدء الهجوم المصري والسوري على جبهتي سيناء والجولان ظهيرة 6 أكتوبر 1973، عمت الفرحة والترقب سماء العالم العربي.

وما ان سمع بليغ الخبر حتى ذهب فورا الى منزل عبد الرحيم منصور وقال له: “اصحي وصحصح وفتح عينك يا رحيمي. احنا عبرنا القناة وانتصرنا”. (https://www.musicapopular.cl)

فأجاب عبد الرحيم: “اه نفسي كنت ابقى في وسط البلد دلوقتي”.

فقاطعه بليغ: “تعمل ايه لو كنت في وسط البلد”.

فأجاب:.”يا بوي انا كنت امسك  الربابة واغني فيها في كل البلد”.

فقال له بليغ: “اكتب اكتب بسرعة يا عبد الرحيم”. 

عبد الرحيم منصور وبليغ حمدي

 

تناول عبد الرحيم قلما وورقة وكتب في أعلى الصفحة “حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة/. وانا على الربابة بغني./ ما املكش  غير اني بغني وقول تعيشي يا مصر. / ما املكش غير غنوة امل للجنود امل مصر/ليكي يا مصر ليكي يا مصر /  حلوة بلادي الحرة بلادي./ وانا على الربابة بغني./ وابارك كل خطوة تعدي عالطريق الصعب يا مصر/ وبغني غنوة الحرية قول معايا يا شعب/تحيا مصر تحيا  مصر./ حلوة بلادي/ وانا على الربابة بغني/ وايه ح اكون جنب عشاقك يا مصر. /وانت اللي ما نسيتي شهيد هدر بدمه على التراب لمصر/. فداك يا مصر. فداك يا مصر/ حلوة بلادي الحرة./

لحن بليغ حمدي الاغنية خلال ساعات.

صوت وردة بالانتظار والتي اصرت ان تكون اول مطربة عربية تغني لانتصار أكتوبر لفرحتها بالنصر ولرد جميل مصر التي احتضنتها.

وفي مساء 6  أكتوبر ذهب بليغ وعبد الرحيم ووردة  الى مبنى الإذاعة المصرية لتسجيل الاغنية.

كانت الإذاعة المصرية محاصرة بقوات الأمن بسبب ظروف الحرب.

حاولوا الدخول ولم يقدروا.

نزل الإعلامي وجدي الحكيم وقابلهم وابلغهم بقرار الاقفال وعدم وجود ميزانية لأي عمل.

أصروا على مقابلة رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان.( بابا شارو) وعندما سمع اللحن قال لبليغ : “ازاي عملت الاغنية دي. ولكن ميزانية ما فيش”.

طلب بليغ ورقة بيضاء ووقع عليها مع وردة وعبد الرجيم منصور بالتنازل عن حقوقهم واجورهم.

 

فطلب شعبان من وجدي الحكيم ان يفتح الاستديو رقم 46 لتسجيل الاغنية وبعد أن تنازل الموسيقار احمد فؤاد حسن بدوره عن أجره.

انتهت الاغنية تسجيلا في الساعة الخامسة صباحا من فجر يوم7 تشرين الأول واذيعت في اليوم نفسه، واستعيدت مرارا وتكرارا وغنتها  مصر والعالم العربي.

رصدت الوكالات الأجنبية صورة لجندي مصري يرقص فوق الدبابة رافعا سلاحه وشاهرا علامة النصر وهو يغني: “وانا على الربابة بغني تعيشي يا مصر”.

بعد مرور نصف قرن لا تزال الاغنية تستعاد في ايام النصر والمناسبات الوطنية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *