قصة أغنية “ميحانة” للمطرب العراقي ناظم الغزالي
سليمان بختي
للمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي( 1921_1963 ) اغنية جميلة اسمها “ميحانة”. ومعنى كلمة ميحانة هو ما حان موعدنا. وهو اسم علم لفتاة عراقية أعطت اسمها لاغنية دخلت في التراث والفلوكلور العراقي.
فما هي قصة هذه الأغنية؟
يروى أن شابا عراقيا من منطقة المسيب التي يشطرها نهر الفرات الى قسمين بين مدينة بغداد وكربلاء والحلة.
وهذا الشاب كان يملك زورقا صغيرا يجوب به نهر الفرات وينقل فيه الحيوانات والبضائع.
وكان يملك صوتا جميلا شجيا ويطلقه للغناء أثناء تنقله بالقارب.
استأنس الناس بصوته وصاروا يقفون على ضفة النهر ليحيونه كلما عبر.
وعلى هامش كل ذلك نشأت قصة حب قوية بين الشاب وفتاة ريفية كانت تقف وتفرح لصوته.
لم يعلم بقصة الحب هذه سوى صديقتها ميحانة التي كانت تشجعها على الافصاح عن حبها اكثر لان الشاب متيم بحبها.
لكنها كانت تخشى أن يعلم الناس بقصتها وينفضح أمرها.
بعد فترة وقعت حادثة في النهر وغرق الشاب الحبيب ذو الصوت العذب.
حزنت الفتاة على موت حبيبها حزنا شديدا.
ذات يوم كانت الفتاة جالسة على ضفة النهر تغسل الأواني قرب جسر المسيب التاريخي فمر القارب الذي اعتاد حبيبها ركوبه مرورا صامتا . فاشعل ذلك أحزانها والذكريات.
التفتت إلي صديقتها ميحانة والشمس ماثلة للغروب وأنشدتها هذه الكلمات:
“ميحانة ميحانة/ غابت شمسنا الحلو ما جانا/حياك حياك بابا حياك /الف رحمة على بيك/ هدول ال عذبوني/هدول المرمروني/وعلى جسر المسيب سيبوني /عافت عيوني النوم/ بعدك حبيبي العين دبلانة/بلوح القدر مكتوب/بهجرك حبيبي الروح ظمانة/ ظليت انا سهران/ارعى نجومي ليش ما جانا/ واتسامر ويا الليل/ واجمع همومي وروحي تلفانة/ خلي اللي يلوم يلوم/ قلبي يحبه ليش ما جانا/ ويش على بيه الناس/وكل من بدربه الحلو خلانا/ واللي فديته الروح/ روحي ظلمة بس كم خلانه/ هدول العذبوني/ هدول المرمروني/على جسر المسيب سيبوني/.
كلام الاغنية غير معروف ناظمها ولكن تناقلتها الاجيال وأصبحت من التراث. وثمة من ينسب لحنها الى الملا عثمان الموصلي.
ولكن ناظم الغزالي أعاد غناءها في حفلة الكويت الشهيرة في عام 1963 على طريقته وزينها بموال “عيرتني بالشيب”.
وأعاد مذهب “حياك بابا حياك” بحسب المقام العراقي الشعبي.
وعرفت الاغنية شهرة واسعة ولا تزال حتى الآن تسمع وتثير الاشجان.
غناها بعد ناظم الغزالي سعدون جابر وكاظم الساهر وعبد الكريم الشعار وعبده ياغي وملحم زين ومحمد عساف ودلال ابو امنه ومريام فارس وماجد المهندس وامل عرفه واماني السويسي وشكري بلعيد وميرنا حنا وشاكر حسن وصلاح مصباح ونور قمر ونوال بن سلطان ولميعة توفيق وزينب الدليمي وعلي بدر.
كما ادتها العديد من الفرق التراثية مثل فرقة الانشاد وفرقة طيور دجلة وفرقة سومريات الموسيقى وفرقة الجنادرية وغيرها.
