وَشمٌ صَباحِيٌّ (35)

Views: 938

د. يوسف عيد

رَحلت أجنحةُ الطير بِمَنازلِ الصّيف،

وفي صَباحاتِ الخريف،

تغرقُ المصابيحُ في ضباب الأيام،

ويَسْوَدُّ قلبُ العصفورِ المُغنّي،

وهو يَنقُدُ ضَميرَ الوقتِ،

ويُنعِشُ فُتاتَ الرّوحِ في نُضوجِ المواسم.

وَحدَه الزيتونُ تأهَّبَ ليملأَ الخوابي بسائلِ الملوكِ،

والبَرَكةِ المقدَّسةِ،

هو المَيرونُ الذي يُطهِّرُ أيادي العَذارى والفلّاحين،

والقديسين، وأكفَّ  أهلِ الأرضِ الطيّبين .

بِئسَ هذا الزمن الذي يقلّبُ المَواجعَ ويَعكِسُ المُعادلاتِ،

فَنتَرحَّمُ على الموتى المُخلصين للتُراب،

ونَلعَنُ الأحياءَ تجّارَ الوطنِ والبشرِ.

(صبَاح الأمَل)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *