سؤال الهوية 

Views: 161

سليمان بختي 

-1- 

إزاء التدمير المنهجي للعالم العربي شعبا ودولة ومؤسسات، وإزاء تخريب المجتمع وتشويه الانسان والانهيار الأخلاقي الاقتصادي يبدو أن السؤال المشروع والجدير الآن هو سؤال الهوية. كيف نحافظ على هويتنا الوطنية والقومية والحضارية والإنسانية؟ كيف نحمي وجودنا التاريخي؟ ماذا فعل أسلافنا في زمن التتريك؟ تمسكوا باللغة العربية، تمسكوا بالدين ، تمسكوا بالعادات والتقاليد التي تعرفنا ونعرفها واستطاعوا أن يجدوا صيغة ما. اليوم، يعيد التاريخ نفسه ونتعرض إلى الأبعد والأقسى والأشد مضاضة، فهل نملك خيارا سوى الصمود والمقاومة والحفاظ على وجودنا ودورنا ومكاننا في هذا العالم الخراب. وهل من صيغة أو مشروع أو خطة تبعد عنا هذا الكأس؟ 

-2- 

لو أن أحدًا قرأ الخبر: نواب يعتصمون في المجلس النيابي لأجل انتخاب رئيس للجمهورية. ولو وضعنا الجملة السابقة على أي محمل فلن تفهم إلا في الإطار السوريالي والسياق العبثي للحياة في هذا البلد. 

-3- 

لا ماء، لا كهرباء، لا دواء، لا حلول للأزمات. لو قالوا للبدوي أن يعطينا حلا لقال:” بس بطلع بعيونك يادادا بلان”. 

-4- 

في الأصل يُلقى القبض على الجاني ولو بعد حين. في لبنان يلقى القبض على الضحية بأمر من الجاني نفسه. 

-5- 

لم يتوقف. لم يلتفت وراءه. لم يلوح لأهله. وصل إلى مقعد الطائرة ولم ينظر من النافذة بل أغلقها. وضع رأسه بين يديه وقال:” لم يعرفني وطني ولم أعرفه. والبلد الذي أنا ذاهب إليه بارد وقصي وليس لي فيه أحد. فتح النافذة ليرى مدينته، ليودع بلده. كان الظلام عميما. 

-6- 

معجزة الذاكرة أنها تجمع الماضي والحاضر والمستقبل مثلما يجتمع التذكار والحنين والشوق. كتب الصديق جوزف صايغ ذات مرة: ” الذاكرة هي المكان الوحيد حيث تتواعد وتلتقي الأزمنة”. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *