مسرحية “ديسكو” للمخرج شادي الهبر  والدراما تتنزه على حافة الروح

Views: 431

سليمان بختي 

وسط حضور شبابي كثيف وموسيقى صادحة شرقية وغربية قدم المخرج شادي الهبر عمله “ديسكو” في مسرح المدينة مع دفعة 21 من شغل بيت واستغرق العمل 9 أشهر من الدراسة والتدريب.

هناك 14 شخصية على المسرح في حركة عادية وأمام أسئلة الذات والمصير وعلى متن الرحلة الداخلية الى أعماق اوجاع الروح الرطبة.

وكل شخصية تقدم وجعها مثل حكاية او حادثة او مشهد و من خلال مونولوغ او حوار ثنائي. 

والسرد حر مفتوح على معاناة او عقدة او صدمة عمر او مكان مختلف ومشتهى. 

 

والحديث يدور بطلاقة او بصعوبة او بخيانة التعبير عن شيء ما وكل شيء. عن العمر الذي راح وتبخر.  وعن الذاكرة المتعبة المعطوبة والقلقة بغياب الاب المريض أو الأم التي يؤخر القدر رحيلها حتى تكون الى جانب زوجها في أزمته المرضية. او عن الضعف والذل والانسحاق أمام الحب وأمام الفراق.

يسيطر الخوف تقريبا على الخشبة وعلى كل الشخصيات.

الخوف من الاتي ومن الماضي ومن الإضطراب.

الخوف من ان يتحول الطفل الى وحش. ومن كبت المشاعر والرغبات وتزييف الوجوه والاقنعة.  ومن زجر السلطة الأبوية.

 

  اسمعي… عيب. ومن الخطر والرعب من رهبة المجتمع. ومن اكتشاف ان المثالية وهم اخر.

وماذا عن الصندوق الاسود في حياتنا؟ وهل يمكن للمرء أن يمد جسور العتب والمصالحة بينه وبين الاخرين بلا ثمن؟

احدى الشخصيات شبهت حياة الإنسان بالمياه التي تسحب وتجري وتشرد  ولا نشعر سوى اننا نغرق ونغرق.

وفجأة نقف ونصرخ:  انا شو بدي . ووسط كل هذه الضغوطات والقيود هل يمكن ان نقول لا لكل ما يجري.

 

ما العمل؟ هل يبارح المرء مكانه؟ هل ينسحب من الضؤ الى العتمة ام يتسلى بالتفاصيل الصغيرة حتى يكتشف انها الاصل والأساس وأنها تصنع الفرق وتغير الحياة.

عاب المسرحية طغيان الخطابة او تمرير الموعظة بشكل مجرد.ولكن هل بإمكان النص او الموهبة ان يقدموا الحل. 

كان هناك صرخة الحب الذي يرد الأمان الى الوجود. وكان هناك صرخة الحرية التي ترد الروح.

اما الدراما فكانت تتنزه عند كل حافة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *