المسرح اللبناني… بالفنّ يقاوم

Views: 1221

ماريا عبد النور

   نيران الحرب لا تُخيف المسرحيين، فالمسرح لا يحترق إلّا بنار الشغف.

   بعزم وجرأة، تُشيّد المسارح اللبنانية حصونها في وجه الخوف، وتفتح ستائرها على أحلام هاربة من مرمى القلق.

   في مسرح “مونو”، حركة مسرحية لا تعرف التوقّف، غير أنها تمتهن تثبيت خطواتها لتنقلكم عبر خشبتها إلى فضاءات من نور. فمسرحيات “مجدرة حمرا”، و”بليلة فيا ضو قمر”، “وورق بول”، هي سبيلكم للتحرّر من هول الواقع. ولأنّ المسرح يرحّب بالصغير قبل الكبير، يَعِد “مسرح مونو” الأطفال بأنشطة ميلادية طيلة الشهر المقبل.

   وليكمِل المسرح سكب شغفه عطرًا على الحاضرين، يُقدّم مسرح “دوّار الشمس” يوم الجمعة 17 تشرين الثاني عرض “الأشجار ترقص أحيانًا”، يليه عرض “أربعة أمتار مربّعة”، من ثمّ مسرحية “غمِّض عين فتِّح عين”. هذه الحركة المسرحية الواسعة تلقى إقبالًا كثيفًا من الجمهور الذي سارع إلى حجز تذاكره واختار مواجهة التوتر الحاصل بالفنّ والمسرح، بدلًا من الانفراد والسلبية. 

   وللعثور على عنوان الصمود بين أزقّة الاستسلام، استمعوا إلى صوت الإصرار الصادح من “مسرح زُقاق” حيث يمتزج الفنّ بالقضايا الإنسانية والوطنية، ويتجسّد في مسرحية “غزال عكّا”. وإيمانًا من “زُقاق” بحتمية الاستمرارية وتشجيع الفنانين الموهوبين، أطلق المسرح “برنامج الإرشاد الفني والمسرحي” الذي عَرض وسيُعيد عرض ستّ مسرحيات في أوقات تُحدّد لاحقًا، إضافةً إلى تنظيم المسرح لفعاليات ثقافية وفكرية وشعرية بشكل دوري. 

   خلف كواليس التشتّت وضبابية الرؤية، يقف الشعب اللبناني بجرأة على خطوط الدفاع الأمامية، متسلّحًا بحبّ الفنّ والمسرح والحياة.

   وليبقى لبنان على قيد الأمل، زوروا المسرح، وصفّقوا لصموده.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *