أحلام الجنون تبدأ من الأوهام
وفيق غريزي
احلام الجنون تبدأ من الأوهام
تنشر ارواحها في متاهات المكان
والأنهار
من لا يسمع الآخر كائن ثرثار
ومن لا يرى تقلبات الريح
لن يعبر البحار
القلوب تصبو للسعادة القصوى
وللمدار
” الحيوانات تتخذ وضعا يقتضيه المساء “
تهفو الى زقزقة الأطيار
تحدق بنا عيون الغابة السوداء
انتم تجهلون اسرار الكنائس والخلوات
والقباب
سيهبط الليل عليكم
وعلى اثداء النساء تتناثر النجوم
القمر منها يغار
تلبس الاشجار اثواب الحداد
يرسو على الشاطىء بمواكبه
البحّار والربان .
***
الشعراء والنسور يكسرون القيود
يضعون للظلم “حدود”
اصوات الرياح والأوراق
خالدة عبر الدهور
شرفة تهتز في الفجر الوليد
توقظ الرعيان وارتال العبيد
خمرة الفصول تثمل السمّار
امرأة تربط جذور العالم
بزهرة الجلنار
نقطف من بساتين الحياة
الرعد والبروق
لا سيف
يقطع طرق الشروق
الليل يشرق في اجساد النساء
الخيول الراقدة
الأفراس في حالة شرود
الياسمين يطيب المهود واللحود .
***
لا يستطيل فمي طعم الدموع
يضيء ارواحنا الحب والشموع
نحن صورة الله
قديسون.. مؤمنون
نتلوا الصلوات
اراك دائما يا قديس القصيدة
الطيور الغريدة ليست طريدة
لصياد مجرم مهذار
اسراب الحمام لوحة تلمع بالألوان
امتطي صهوة الريح
اطارد الروًى والاحلام
القمر حياء
يختفي خلف الغمام .
***
ايتها المرأة
يا نبع حقد، ونهر حنان
إذا استحال بيننا الوئام
تبقين في ذاكرتي على مدى الأيام
يداك نديتان كزهرة البيلسان
رضينا أن تبقى جعبتنا خالية
من حكايات الزمان
ترشقنا ملائكة السماء بحجارة
الهموم
تحرق جسدينا فوق فوهة البركان
حين يدمع البرق
الى الموت الزهر والأشجار
على صدرك رسا ندائي
وانتثر رمادي
الذكرى التي اخفيها
عميقة الإطار
اتنقل وحيدا من دار لدار
كان ظلي.. وكنت انا..
ولا احد سوانا .
***
كالنسر الذي يحوم حول الرخام
لكثرة ما تذكرين حكاياتها الأيام
قلت لك
لا تزرعي في القلب الشوق
والاحزان
الليل والنجوم تلهم الشعراء
لا رعشة اجفانك
ايتها الشامخة بالكبرياء
الخمرة .. والكآبة.. والمساء
تنبت في تربة الالام
لا وجه لها.. ولا اصوات
امرأة على خدها حمرة الشفق
على جبينها كتاب
على صدرها كتبت :
الصوت عذب مثل صلاة الأرض
***
بين كلماتي يمتد الزمان
مرصوفة بالياقوت والمرجان
من الزهور النادرة
التي ليس لها مكان
حروفها صندل من ارزك
يا لبنان
يفوح منها اريج
لم يتعرف عليه كائن انسان.