وَشمٌ صَباحِيٌّ (139)

Views: 153

د. يوسف عيد

يقال إن المستحيل ثلاثة: الغول والعنقاء والخِل الوفي . فعن الغول أرجوفة ألسنة العجائز في التندر والقصص . والعنقاء أكذوبة التخييل والمبالغة في التخويف والتعظيم والتشبيه المستحيل. أما الخِل الوفيّ فهو أخ الصدق والعدل، وصدق اللسان والعقل، من أرفع مراتب الفضائل الإنسانية إطلاقًا وهذا ليس بالمستحيل إذ قد نعثر في حياتنا على إنسان يجسّد هذه النبالة، فيضحى حقيقة ملموسة ليست خرافية كالعنقاء والغول.

والبارحة، في إطار مهرجان الكتاب، التقيت بأهلي (في كلية الآداب، الفرع الثاني، سابقًا) جاءوا للمشاركة في عرس تكريم أنطوان سيف . التقيت، الذين كانوا الحياة في قرارتي، المختبئين في حشاشتي بعد نعاس في سكون نفسي.

التقيتهم ، فعرفت كيف تتوغّل الأفكار في أغوار الصمت السرّي. عرفت أنني لم أنسحب من مساكب نبالتهم، واستعدت ما خسّرتني إيّاه الأيام الشمطاء . هذه الكوكبة شعلة الجامعة اللبنانية (سابقًا) متوهّجة في الوفاء، على أصالة من ذهب الشمس معدنهم، وأنطوان سيف يستحقّ هذه اللَمَّة والضَمَّة، وهذه الكأس المملوءة برحيق المحبّة.

شكرا رفاقي لأنكم جعلتموني أشعر أنه لم يعد لدي سوى أمنية واحدة، أن يربح الحق في وطني، وهل الوطن سواكم؟

بعد البارحة، وعرس التكريم، لن يتحدث أحد عن استحالة الوفاء. أطال الله بعمرك أنطوان، وبوركت جهود الحركة الثقافية بأمينها عصام خليفة الذي يحفر على دفترها بحبر الذهب وثيقة  لعاميّة الثقافة   المعاصرة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *