في سنوية محمد علي الخطيب لا بدّ من شهادة محقّة..

Views: 126

البروفيسور عادل عويني

تخليدا ً لذكرى الفنان محمد علي الخطيب، لا بدّ من شهادة محقّة تروي قليلاً عنه وعن فنه، بعدما أمضى تاريخا من الإبداع والتفاني لنقل ما يملك من احتراف إلى تلاميذه وعشّاقه.

شغل الفنان محمد علي الخطيب منصب استاذ لمادة الرسم لطلاب الهندسة في الجامعة اللبنانية ولقسميْ الرسم والمسرح حيث كان يُغدق على طلابه من فيض ما يتمتع به من قدرات ويحاول شرح فعل اللون وتفاعله مع المحيط لإرساء فضاء متقن وجميل.

كان هو ، ذلك المبدع الذي يحرك ريشته مفعمة بالألوان لتشكيل لوحة فيها كل جرأة الفنان؛ وكيف لا وهو يقوى عليها ويصوغها كجمل بليغة تتناغم وتتضارب في سبيل الإبداع.

كان محمد علي الخطيب فناناً تشكيلياً ينفذ إلى أعماق اللون، يجرده من خواصه ويستقوي على وميضه حتى يصبح مطواعا بين أدواته، وما ينفك يغمس ريشته في وعاء مشاهداته ليعود الينا بأبهى لوحات يضاهي بها كوناً فنياً بديعاً.

التحق الفنان محمد علي الخطيب بالسلك الجامعي في عام ١٩٧٦ إبان بدء الحرب الأهلية في لبنان وتقاعد عام ٢٠٠١ بعدما شغل عدة مناصب في جمعيات فنية محلية وعالمية ،وأقام العديد من المعارض في لبنان والعالم.

كما أن للفنان الخطيب إبداعات مسرحية وأدبية عديدة. وانا شخصيا كان لي فرصة مرافقته عن قرب في سنوات قيادتي لرئاسة قسم الهندسة الداخلية في الجامعة اللبنانية حيث ارسينا معاً قواعد العناية باللون واسقاطاته الصائبة في اي مشروع هندسي معماري او داخلي.

وكان لي أيضا شرف اقتناء لوحة من ابداعه ترسم تفاصيل وجهي بأدق الألوان وأبلغ التعابير، وكأنها لا تحاكي صاحبها محاكاةً مذهلةً فقط، بل ترتقي باللون والخط لتكوين لوحةٍ تتخطى الزمان والمكان.

وقد أكون ركزت في مقالتي هذه على نجاحه في لعبة الألوان وتميزه بها لأنه كان يتقنها الى حد الابهار.

رحم الله فناننا واستاذنا الخطيب الذي غاب عنا بالجسد، لكن ارثه الفني العريق سيظل يروي ثقافتنا بإبداع مستمر لأجيال وأجيال.

***

*رئيس قسم الهندسة الداخلية سابقًا  ورئيس التنسيق الأكاديمي – كلية العمارة والفنون الجميلة -الجامعة اللبنانية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *