يا روحَ الحَقّ
د. ربيعة أبي فاضل
* يا مَن باسمهِ يُعَمَّدُ المٌؤمنونَ، ويٌحَرَّرٌ العارفون
عَلّمنا الآنَ، ما نقولُ، أنتَ الرّوحُ الحاضر القدّوس
ونحنُ الشّهودُ ، في أزمنةٍ تَتوقُ إلى الرّجاء!
* يا مَن ألهمتَ المُنشدَ فترنّمَ قلبُهُ بالمزامير،
ورافقتَ المُعلّمَ في رحلتهِ منَ الألمِ إلى القيامة
دَعنا نُصغي إلى صوتكَ، ونجد في جلالكَ جمالَ الملكوت!
* ويا مَن أجرى العجائبَ والآياتِ بينَ الرٌّسلِ المُصلّين
وأفاضَ من روحه، المواهبَ، وأطلق في الدّنيا، كلماتِ الحياة
أَرسل ملائكةَ السّماء، وروحَكَ الحَيّ، وأَخرجنا من سجونِ العتمات…
* يا صديقَ الأنقياءِ، الأَوفياء، الأَمينينَ على ملكوتِ الله
بطرسَ، وإستفانوسَ، وآخرينَ من أهلِ النِّعمةِ، والقوّةِ، والحكمة
ميخائيلُ، روفائيلٌ، جبرائيلُ، أبناءُ الرّوحِ، الحَيّ، النّاموس!
ضَع يدكَ على رؤوسنا كي ننالَ البركات، كي نُبصرَ فتملأنا الحياة!
* كُلُّ الأُمم، يا سيّدي الرّوح، تَئنُّ من جراح، تَنتظرُ النّورَ بدلاً منَ النّار، والرّوحَ بدلاً منَ الرّياح… تعال، الآنَ،عَمّدهم بماءِ الودِّ، وليس بالدّماء، وبالحُبّ وليس بالحقد، وبالرّؤيا بدلاً منَ الجهل، وبالانجذابِ بدلاً منَ الاكتئاب… تعالَ امكث هُنا، ثُمَّ هنا، ثمّ هنا، فالغيابُ لا يكفي، والكتابُ لا يشفي، وقد أُعطيتِ الأممُ الإيمانَ لتنهض، لتتوبَ، لتُمجّدَ اللّه، ولم تكن لتعبدَ إبليسَ التّعس! نَعم، يا سيّدي، هذهِ الأُمم، هذهِ الأرض، هؤلاءِ البشر، يُريدونَ الخلاص… يُريدونَ الخلاص!