عروسة الشطآن
ناجي يونس
فيحاءَ انتِ العودُ والعوّادُ
والعرسُ عرسُكِ والدُنى أعيادُ
يا ابنة التاريخِ أنتِ فتنةٌ
يحلو المديحُ بحسنها ويُعادُ
فيحاءَ أنتِ سليلةُ العُربِ التي
فخُرت بها في مَجمَعيْها الضادُ
كرْمُ الثقافةِ واعدٌ في حقلكِ
والفِكرُ قنديلٌ لكِ وقّادُ
أمّةُ العُرب احتفتْ بنجاحِكِ
وتوحّدتْ في حبِّكِ الأضدادُ
الكورةُ الخضراء انتِ نشيدُها
وبك يطيبُ البوحُ والتردادُ
نحن يا أختُ لنا في حُبِكِ
عهدٌ تذوبُ لذكرِهِ الأكبادُ
إذ كنتِ مدرسةَ الجوار منارةً
وإليكِ يُنْمى العِلمُ والإرشادُ
واليومَ أنتِ غلَّةُ الصيفِ جنى
والى البيادِر يرجِعُ الحصّادُ
يا جارةَ الأرزِ التي في حُبِّها
في كُلِّ يومٍ شوقُنا يزدادُ
لبنانُ كلّلكِ بغار رياضِهِ
وغدَتْ تضوِّعُ طيبَكِ الأورادُ
بيروتُ أهدَتْكِ المطارِفَ والحلى
يومَ الزفافِ وذُهِّبَتْ أبرادُ
عروسةُ الشطآن أنتِ ملكةٌ
يحلو لنا في عُرسها الإنشادُ
نهرُكِ الدفّاقُ فوق المنحنى
والبحرُ عرابٌ لكِ جوّادُ
معرضٌ في الأمسِ قام يُخَلِّدُ
الزمنَ الجميل وما بَنى الأجدادُ
فيحاءَ يا عصفورةَ الشط التي
من يومها ما خافت الصيادُ
يا قلعةً في السَفْحِ تبقى شاهداً
كم عند بابِكِ حُطِّمَتْ أصفادُ
آثارُكِ الجُلّى على أدراجكِ
قامَتْ وشاخَتْ فوقها الآبادُ
مساجِدُ الرُحمن فيكِ مدارِسٌ
للدينِ قامَتْ فاهتدى العُبّادُ
وكنائسُ الرُهبانِ قامت حيثما
ظلَّ التعايش واختفتْ أحقادُ
فيحاءَ انتِ العودُ والعوّادُ
والعرسُ عرسُكِ والدُنى أعيادُ
أهلوكِ قومٌ للعلى وشبابكِ
يومَ الصعابِ نسورُكِ الرّوادُ
طوبى لكِ يا نجمةَ الشرّقِ التي
خُلِقتْ لكِ الوزناتُ والأمجادُ
***
*قصيدة “عروسة الشطآن” القيت خلال حفل للرابطة الثقافية في طرابلس، ١٨ أيار ٢٠٢٤
