ذاتي العميقة المدفونة في الأعماق

Views: 145

وفيق غريزي

 

كل فجر قرمزي متدرِّج الظلال 

على وجه السماء 

يغرق قلبي في محبرة من الألوان .

بمدية اقطع حنجرتي

احرق اللسان

مخطوطات ثرية تكشف سر الكيان.

المعذّبون ينثرون على قبري 

الأغراس والبذور

لتنبت سنابل وثمارا واقحوان،

يغتذي بها الكائن الإنسان .

***

عواصف هوج تلقي على وجوهنا 

سحب الغبار 

تطفئ في بيوتنا الأفراح والأنوار 

تضطرم كلهيب النار 

تندلق متموجات باهرة .

 امرأة القصيدة التي اكتبها 

هي لها شمس حياة ونهار 

آه، زهور المعرفة تتفتح براعمها 

في تربة الآلام والأحزان.

افتح عيون ذاكرتي 

لأرى سحر الوجود 

متعة العرفان.. مداواة 

للجراح الأبديّة..

ليس لها حدود .

***

قوس قزح جسر

يربط بين نقاء البشرية

وخلود الاله

لا يمكن العبور بين العالمين 

يجهد القمر بحثا عن الضياء 

في سماء ملبّدة بغيومها السوداء 

اللحظات الابدية رحلت قبل الأوان 

الحياة أباحت لي.. 

ألزمتني النسيان 

ذاتي العميقة المدفونة بالأعماق 

استيقظت من نومها العميق 

متخمة بالشكوك 

لكنها نطقت اخيرا بلغة العرفان .

***

شفرة المحراث تقلب الأرض

تقطع الحشائش الضارة 

التي تخنق البذور 

عبقر مهد الأرواح التي ألهبتها 

رغبة الابحار 

في بحار مجهولة ليس لها قرار 

رتل من الاشباح الشاحبة السوداء 

تسكن في كوى الجدران 

غاص آخر شعاع في مغاور 

الشطآن 

تسلل الضباب الكثيف 

تحت ستائر الظلام،

الظلام في أعماقي 

بدأ يسدل الستار 

يا لخيبة الرؤى والآمال .

***

الزمن ينخر عقلي وروحي 

لا أحد قبلي.. لا أحد بعدي 

تحررت من سذاجة الأشباح 

ومن جهالة النساك 

أرى الأرواح الحرة آتية 

من ورا المحراب 

في أي اتجاه التوق يأخذني؟

لن يأخذني إلى حيث اقلق …

شمس البشرية

قدري ان أتحطم 

تحت قباب الابدية

اطارد امواج بحار المعرفة 

عميقة اللجج 

لأكتشف العوالم المحرمة 

ونيرانها الخالدة

موجود أنا في الكون 

والكون فيّ.

***

كلما كان للأشجار جذور أعمق 

كلما تطاولت الأغصان وجه السماء 

وكلما تجذّر الألم 

نزداد قوة وارتفاعا 

وتتفجر الأفكار

ارواحا حرة متخمة حد الانفجار 

بالروحانيات والايمان 

وتبصّر العقول 

تعبق الاجواء بدخان أبخرة المعابد الكئيبة 

إلى اين يتجه الانسان؟ 

نحن في دوامة الصعود والهبوط 

نهيم في أدغال العدم اللانهائي 

الفراغ يزفر انفاسه علينا 

نسمع صخب حفاري القبور

وهم يدفنون موتانا

في جوف المعابد يجدفون بالإله 

ونحن المؤمنون ليس لنا 

معبود سواه 

يفتح لنا أبوابه الغفران…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *