وثيقة نادرة حول أول فيلم ناطق لبناني “في هياكل بعلبك” 1933
سليمان بختي
يعتبر “في هياكل بعلبك” (1933) اول فيلم لبناني ناطق وثالث فيلم بالترتيب العام اذ سبقه فيلمان صامتان هما؛ “مغامرات الياس مبروك” (1929) و”مغامرات ابو العبد” (1931).
وبحسب الوثيقة التي بين أيدينا وهي من مجموعة شخصية خاصة هناك كل ما يتعلق بالفيلم وتفاصيله. نقرأ التالي ملخص مصور لرواية “في هياكل بعلبك” ، إنتاج عام 1933 وعرض عام 1934.
والفيلم من اخراج الإيطالي خوليو دي لوكا. اما القصة والأناشيد لكرم البستاني. واضع الأناشيد صالح الفروحي وواضع الموسيقى العربية جميل عويس. عازف الناي الشيخ علي درويش. مديرة الإنتاج هانتا غرغور وادريان عرب. الصوت باترو روسي. مونتاج جيوفاني الي. ستوديو لمنار فيلم بيروت.الممثلون المطربة كوثر وامين عطاالله وسليم رضوان ونظمي عدنان وايزابيل عجيل.التوزيع في كل أقطار العالم قطان وحداد.
ملخص القصة
يتوجه الاميران نايف وفايز من البادية الى بعلبك لعقد خطبة على الأميرة ليلى ابنة عم الأمير عمر النازل في مدينة الشمس.ولما وصلا إليها صادف فايز فتاة سائحة عربية الاصل تدعى مابل ولدت في أميركا. وعند الاصيل خرج فايز الى هياكل بعلبك فرأى مابل فطافا معا وعرفته إلى عمّها جوني ودعاهما إلى العشاء في فندق راس العين. وبعد العشاء خرجا يتنزهان في الهياكل. وفي اليوم التالي عادت مابل وعمها الى بيروت والتحق بهما فايز ودعاهما الى مشاهدة العاب الفروسبة.. أثناء الألعاب وصل نايف غاضبا من أخيه لتركه ابنة عمه. وفيما هو يلومه جاءه النذير بأن قبيلة معادية زاحفة لغزوهم فتأهب ورجاله للقتال. جرح فايز بالمعركة ولم يلبث نايف ان عاد ظافرا فشاهد اخاه في تلك اللحظة فقعد إليه الى ان آفاق وكان بينهما نظرات تجلى فيها الحب الاخوي باكمل مظاهره.ولما شفي فايز عاد إلى ابنة عمه ليلى التي كانت بانتظاره. اما مابل فقد ودعت الشرق من على ظهر الباخرة بتنهيدة مؤلمة “.
يذكر السيد كرم البستاني( في مقابلة مع” المكشوف” ووردت في كتاب “هذا المساء” لعبودي ابو جودة) ملاحظته على الإخراج لانه تم حذف بعض المشاهد الجوهرية في تكوين الفكرة وابرازها في لون محلي صرف. ويذكر السيد امين عطاالله اللبناني الاصل( صاحب فرقة امين وسليم عطاالله وهم الذين اصطحبوا معهم سيد درويش في أولى رحلاته إلى لبنان وسوريا) انه كان عام 1933 مع فرقته في بيروت . وكان السيدان قطان وحداد قد تعاقدا معه لتمثيل فيلم ” في هياكل بعلبك” وانه كتب سيناريو الفيلم ومثل الدور الرئيسي فيه وشارك في اختيار الممثلين. كما نال نسبة وشراكة في الإنتاج والأرباح والعرض في مصر.
هناك نشيد في الفيلم تغنيه المطربة كوثر ابنة عم الأميرة ليلى مطلعه: إتبكين ياسا وانت ايتسام الحياة/ وانت ربيع المقل/. وخلقة عينك زهر الامل/ ووثبة قلبك روح المقل/.
لا يوجد نسخة من الفيلم ولا عن البروشورات ولا البوسترز. ربما هناك بعض الصور. والسؤال هل كان فيلم “في هياكل بعلبك” وثبة امل للسينما اللبنانية ؟
ولكن لقد ارسى الفيلم معادلة مهمة مكنت السينما اللبنانية من تحقيق عشرات الافلام في ما بعد. معادلة قائمة على إنتاج محلي ومشاركة عربية ومصرية ومساعدة تقنية غربية وأسواق عربية.
.