وَمْضَةٌ

Views: 318

د. محمد نعيم بربر

 

*من ديواني: جِرَاحُ الغُرْبَةِ

 

أُفَتِّشُ عَنْ شَيءٍ جَمِيْلٍ بِغُرْبَتِـــــــي

أُعَزِّي بِهِ نَفْسِي وَخِلِّـــــي الْمُعَاتِبَــا

فَلَمْ أَلْقَ فِيْهَـــا غَيْرَ هَمٍّ وَحَسْــــــرَةٍ

أُجَدِّدُ فِيْهَــــــا مِنْ حَيَاتِي الْمَتَاعِبَـــا

أُحَاكِـــي بِهَا رُوْحِي وَأَحْلامَ يَقْظَتِي

بِعُمْرٍ طَوَى بُعْدًا عَنِ الأَهْلِ غَارِبَا

وَمَا غُرْبَةُ الأَوْطَانِ إِلاَّ هَزِيْمَــــــةٌ

يَعُوْدُ الْفَتَــــى مِنْهَا أسِيْرًا وَخَائِبَــا

يُصَارِعُ فِيْهَـا مِنْ أَذَى النَّاسِ هَمَّهُ

فَيَرتَدُّ مَغْلُوبًـــــــا وَإِنْ كَانَ غَالِبَــا

وَمَا الْهَمُّ إِلاَّ خَيْبَةٌ تَأْسِرُ الْفَتَـــــــى

تُحِيْلُ لَهُ الْغُنْمَ الْوَفِيـــــــرَ مَثَالِبَــــا

تُهَدْهِدُهُ فِي سَعْيِــــــهِ مِثْلَ شَمْعَـــةٍ

تُضيءُ لَهُ لَوْنَ الْحَقِيْقَــــةِ شَاحِبَـــا

تَذُوْبُ اشْتِعَالاً ثُمَّ تَخْبُــــو بِنُورِهَـا

تُبَدِّدُ مِنْ وَهْجِ الْحَيَـــــاةِ الْمَعَايِبَـــا

وَمَا كُنْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ أَهْفُو لِنُوْرِهَــا

وَمَا كَانَ مَعْنَاهَا عَنِ الْقَلْبِ غَائِبَــا

وَلَكِنَّ عَيْنَ الحُّبِّ تَبْقَــــــى كَلِيْلَــةً

إِذَا أطْلَقَتْ فِيْنَـا الْهَوَى والرَّغَائِبَـا

بِقَلْبِـيَ نُوْرٌ لَوْ أضَاءَ عَلَى الْوَرَى

لَعَمَّ عَلَى الدُّنْيَــا وَشَعَّ مَوَاهِبَـــا

وَتَعْشَى عُيُوْنُ النَّاسِ، إِلاَّ أَقَلَّهُــمْ

إِذَا طَلَعَتْ شَمْسِي فَأَخْفَتْ كَوَاكِبَا

وَمَا النُّوْرُ إِلاَّ وَمْضَةٌ عَلَوِيَّـــــــةٌ

وَمَا دُوْنَهَا يَبْقَــى قَذًى وَشَوَائِبَـــا

لِذَاكَ تَخِذْتُ الْحَقَّ نُوْرًا بِغُرْبَتِـي

رَفِيْقًا يُوَاسِيْنِي وَخِلاًّ وَصَاحِبَــــا

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *