عصفورةُ الشَجَنِ

Views: 49

د. جان توما

يا الحَوْرُ العتيقُ، ما لكَ وشجرةُ الجوزِ؟ ألم تتعَبا من حديثِ الأغصان؟ ترقصَ أوراقُ “الحَوْرِ” كلّما هبّ الهواء، وتبقى “الجوز” على وقارِها، وكأنَّ النسائمَ ما أنّتْ، ولا نَفَخَتْ طيبَها في الأرجاء.

يستقي “الحَوْرُ” من مجرى الماءِ في ارتفاعٍ سماويٍّ، فيما “الجوزةُ” تشتهي الأيادي قطفَ حبّاتِها للتمتّعِ بما فيها. تشهدُ شيطنةُ الاولادِ لعربشاتِ الأغصانِ قطفًا حلالًا، ويشهدُ جذعُ “الحَوْرِ” لحفرِ أسماءِ العاشقينَ قبل ” ما ننزل على السهل الضبابي، يمحي المدى ويمحي الطريق”.

أيكونُ صوتُ فيروز جمالَ “الحورِ” وغِنَى “الجوزِ”؟ أم دفترُ شيطنةِ الطفولةِ والعمرِ العتيقِ؟ هنا ذاكرةُ الأيامِ الراجلةِ بين الجلولِ ودروبِ القادوميةِ، هنا مفارقُ الكرومِ وخوابي الزيتِ في معصرةِ الزيتونِ، وما بينِ “الحَوْرِ” و”الجوزِ” ، وقبلَ تنقيطِ الأحرفِ، كان بيدرُ معجمِ الأبجديةِ يزرعُ الحكاياتِ ويحصدُ الذكرياتِ.

أُوْدِعُ “الحَورَ” جمالاتِ العمر، وأسأل “الجوزَ” طيبَ تلكَ الأيام، ألملمُ ورقَ الخريف الآتي باكرًا قبل ما ” بكرة بتشتّي الدني عالقصص المجرّحة، بيبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *