عُمر خريفي تكفّنه السحب
وفيق غريزي
الشعر لا يكون
إلا بشطحات الخيال، والعاطفة، والوجدان
في مدارات الجمال
يفتح طريقا بين إنسان وانسان
تودعه الحياة إيقاعات ظاهرة
وخفيّة
تخرس شياطين البلية
الوطن الذي ترتعي سهوله الأضواء
وتعانق ارضه وجه السماء
إنه ديوان شعر.. سطّر حروفه
إله فنّان
وشعري يا وطني حديقة الوان .
***
يا امرأة، سفينة تمخر الأنواء
وأنا لها البحار
احمل لها في عيوني
باقة من الأقمار
شرعت لها المحراب
دخلته، وملأت كأسها من خمرتي
“اشربيها”، “اعترفي” انني خمّار
امرأة تعشقني.. تهيم بي
اشتهي الرقاد على وسادتها
… ملاك
هي في الأرض رسولة إله
اعبده، ولن اعشق سواه .
***
طيور تنسج العمر بريش الجناح
فتحت له فضاءات قلبي
اسكت عربدة الرياح
من يسكن نومي ويقظتي
وغفوتي وسهدي؟
هو للجوعى خبز
في كل حين مستجد
على الشفاه
سطّرت اسمي
لتذكره حين تتلو صلاتي
الشوق يستولد الريح
في رمال يباب
فتصير الرمال واحة نضار ونبات
اتطلع الى آفاقك
تبدو لي فجرا مضيئًا
وللأرض العطشى أمطارا
اعود منك.. اليك
سفري اليك، لا يستنفد الأسفار.
***
قدر النساء
ظمأً الصحراء.. وبوًس الغواني…
إطلق من أعماقي عويلا كتيما
اناًى عن الكبرياء، إلا إذ ارى فيه
الوان السماء
عمري الخريفي تكفّنه السحب
والضباب
أُلقي عليه اثواب الرحيل
ليس في أناشيدي أجمل
من صوت قيثارة مبحوحة
في احتفالات المساء
ازهار تتفتح براعمها
في قلب الشتاء
قطرات الندى تصيح بها
أراجيح الرياح.
***
في خريفي خمر.. اسرار.. وذكريات
من غياهب السنين
والى غياهب السنين امضي…
العبقرية شعلة لا تطفئها
عواصف الدهور
والشباب لا ينقضي بانقضاء الشباب
في أنهارهم لا يغيض الماء
وشعري سفينة تبحر من دون شراع….