ظمأُ الصحراء.. وبؤس الغواني
وفيق غريزي
قدر النساء
أطلق من أعماقي عويلا كتيما
انأى عن الكبرياء، إلا إذا رأيت فيه
ألوان السماء
عمري الخريفي تكفّنه السحب
والضباب
ألقي عليه اثواب الرحيل
ليس في أناشيدي أجمل
من صوت قيثارة مبحوحة…
في احتفالات المساء
ازهار تتفتح براعمها
في قلب الشتاء
قطرات الندى تصيح بها
أراجيح الرياح.
***
في خريفي خمر.. اسرار.. وذكريات
من غياهب السنين
والى غياهب السنين امضي
العبقرية شعلة لا تطفئها
عواصف الدهور
والشباب لا ينقضي بانقضاء الشباب
في أنهارهم لا يغيض الماء
وشعري سفينة تبحر من دون شراع ….
جسدي اضحى مقراً للسقام
اسوار تحجبه عن أعين الأنام
كلما جئت اليك
اسأل عن الوطن
تعيدني إلى عصر المضارب والخيام
انني يا الهي على سفر
من بحر الكلام
الآن بدأت أسطورتي
تقترب من الختام.
***
تجتاح بلادنا الحروب والنيران
تشج رأسها
تحرق غاباتها.. والسنابل.. والأديار
الموت يضيق عليها الحصار
نتوق الى السلم السقيم
تهتف حناجرنا نموت
كي يحيا الزعيم
كل واحد منا حمل كليم
تبصقنا من جوفها ذاكرة النهار ….
الحضور يعانق وجه الغياب
مر بي في الحلم “قايين” وقال:
ارغب في أن اقيم
محرابا للضلال، والجريمة، للكافرين
ثم أفقت
سألت عن قايين
قاتل أخيه
قيل لي: قذفته العاصفة
نحو الجحيم
لم احزن عليه.. الرب عليم
ورأيت الارض تقيم لفقدانه الأعراس
والنهايات لفّته بالنسيان.
***
البدايات عرفتها منذ ان وجد
الإنسان
تناديني من داخل الغرف الموصدة
كل الإشارات ممحوّة على الطريق
غير اني اراها
بعين البصيرة
في لهب الحريق
هاكني اقبض على البريق
الذهب اضحى غريقا.. بعيدا..
بعيد
عبر السنابل.. والمدى العميق.
***
اتيت الهي اليك
كسرت عريي عشبا وماء
ملأت صدري حبا ونقاء
يطيب لي الجلوس الى موائد الحكماء
لكن على غبطتي الأقدار تقفل الابواب
وتزرع في دروبي الشوك والأتراح
حين تلتقي العناصر في وحدة الأبد
من غابات.. وضباب وظلال
جسم الهواء
والحضور يعانق وجه الغياب
تسقط عن الوجوه أقنعة الاموات
تعود الى ينابيعها الانهار
عند جفاف الماء
ايدي النساء
تفتح مغالق
الاسرار.
***
تجتاح بلادنا الحروب والنيران
تشج رأسها
تحرق غاباتها.. والسنابل.. والأديار
الموت يضيق عليها الحصار
نتوق الى السلم السقيم
تهتف حناجرنا نموت
كي يحيا الزعيم
كل واحد منا حمل كليم
تبصقنا من جوفها ذاكرة النهار ….