أَبْواب

Views: 690

سلمان زين الدين

 

(1)

 هِيَ الأبْوابُ مُوْصَدَةٌ

فَلا تُفْشي لنا سِرّا

وَلا تُوْري لنا جَمْرا

وَلا تَقْدَحْ.

وَنَحْنُ وَراءَها

نَشْقى بِعُزْلَتِنا،

وَتَحْتَ صَليبِنا نَرْزَحْ.

فَهَلْ تَدْنو قِيامَتُنا، 

بُعَيْدَ الصَّلْبِ، من يَدِنا،

وَصَوْتُ مَسيحِنا يَصْدَحْ؟

 (2)

  هِيَ الأبْوابُ

لمْ تَضْرِبْ، قُبَيْلَ اليَوْمِ،

عنْ جيرانِها صَفْحا،

وَلَمْ تُعْرِضْ عنِ الزُّوّارِ

إنْ نَزَلوا بِها عَصْرا

وَإنْ حَلّوا بِها صُبْحا.

وَكَمْ هَشّتْ لِمَلْهوفٍ،

وَكَمْ بَشّتْ لِمُشْتاقٍ،

وَكَمْ فَتَحَتْ لأَضْيافٍ ذِراعَيْها،

على الأيّامِ،

وَهْيَ، اليَوْمَ، لا تُفْتَحْ.

وَتَخْشى أنْ يَصيرَ الضَّيْفُ

قرْبانًا على مَذْبَحْ.

(3)

  هِيَ الأبْوابُ

نَعْشَقُها مُشَرّعَةً على الدُّنْيا،

بِدانيها وَقاصيها.

وَنَخشاها وَقَدْ وَأَدَتْ

بَناتِ قُلوبِنا فيها.

فَإنْ هَبّتْ رِياحُ الهَجْرِ

تَكْسِرُنا وَتَذْرونا،

وَكادَ النَّوُّ يَصْرَعُنا

على بَحْرٍ بِلا مِينا

تُيَمِّمُ شَطْرَنا الأبْوابُ

تُضْرِمُ نارَها فينا.

وَإنْ تَعِبَتْ مَراكِبُنا

وَنادَتْنا مَوانينا

نُيَمِّمُ شَطْرَها الأبْوابَ،

في عَجَلٍ،

فَتَفْتَحُنا على مَهَلٍ،

وَتَبْني بَيْتَها فينا.

(4)

 هِيَ الأبْوابُ مُكْرَهَةٌ

على إنْكارِ ماضيها

وَقَدْ رُزِئَتْ بِكورونا.  

تَخَلَّتْ عن خَوابيها،

وَأزْرَتْ بِابْنَةِ العُنْقودِ

كي لا يَمْضِيَ الماضي،

وَنَعْتَقَ في خَوابينا.   

غَدا فِرْدَوْسُها المَفْقودُ     

أنْ تَبْقى، على الأيّامِ، مُوْصَدَةً

لِنَبْقى في مَغانينا،

وَتَفْتَحَ أُفْقَنا المَسْدودَ،

في يَوْمٍ، على الأحْلى،

 وَتَحْمينا.

فَلا زالَتْ مُشَرّعَةً

على الدُّنْيا وَما فيها.

وَلا زالَتْ بُيوتُ النّاسِ

عامِرَةً بِأهْليها.

سَيَأتي،

عاجِلًا أوْ آجِلًا، يَوْمٌ،

تُضيءُ بُيوتُنا فيهِ

وَأبْوابٌ لَنا تُفْتَحْ.

            

الثلاثاء، في 26 / 1 / 2021.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *