سجلوا عندكم

الحسن عاشي… عنوان التكامل بين العلم والأدب

Views: 447

المغرب-نجاة بنونة

تزول الأيام والأعوام، لكن الذكرى الطيبة تبقى في نفس الإنسان ولو بعد فوات الأوان، الأمر ينطبق على الحسن عاشي، الإنسان الخلوق النبيل والفتى الأصيل الذي يوحي لك بـ “الطيبوبة والخيرية”، المفطور عليهما…

ابتسامته المشرقة لها ألف تعبير جميل، تبعث فيك الأمل وتشرح صدرك، لأنها ابتسامة نابعة من قلب كبير يتسع لمحبة الجميع. باب مكتبه مفتوح في وجه طلبته وزملائه. يثير الاعجاب بتوازنه النفسي والعقلي، فهو دائما يناقش بهدوء وعقلانية ومرونة. يستميلك من حيث لا تشعر. جعبته العلمية والفكرية المتميزة تجعله موضع اهتمام واحترام. حتى وان اختلف معك في الرأي، يوحي لك بأنك على نسبة من الصواب، وهذا سلوك راقي جدا؛ ففيه يصدق قول الإمام الشافعي رضي الله عنه: “رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”، فتطمئن إليه وترغب في المزيد.

 

 منهجه الفكري يذكّرني بعمالقة الإنسانية، لأنه يهتم بالجانب العلمي والأدبي من دون تمييز، بدليل انه نشر رواية تحت عنوان ” عيسى يغادر الكهف”، وهي رواية جميلة جدا ومتعددة الأبعاد، أدعوكم لقراءتها، لأنها ممتعة وفيها استفادة شكلا ومضمونا، وهذه الصفة بالذات تزيده توازنا ورزانة وتواضعا، ايمانا منه بأن العلم والأدب يكمل أحدهما الآخر. إنها شيمة الكبار الذين اهتموا بجميع انواع المعرفة واستمروا في طلب العلم طيلة حياتهم، لأنهم أدركوا حدودهم، فكلما ازداد الإنسان علما ازداد علما بجهله.

والحسن عاشي من هؤلاء لأنه باحث حثيث لا ينقطع عن مواصلة تجديد معارفه، مواكبة للعصر وشعورا منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، فهو يدرس ويؤطر الطلبة بالمراحل النهائية من تكوينهم، فضلا عن مهام مهمة على الصعيد الدولي، بينها توليه عدة مناصب في معهد تنمية القدرات التابع لصندوق النقد الدولي، كما عمل بمؤسسة CARNEGIE للسلام الدولي حيث أسهم في تحليل قضايا التنمية والتوزيع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى تنقّله بين عدة مدن اوروبية وعربية وامريكية، مما زاده خبرة وتجربة في التعاطي مع قضايا المجتمع.

 

 نشر ابحاثه المفيدة في أرقى المجلات الدولية وشارك في تحرير وتأليف عدة كتب، منها:

“الاقتصاد المغربي تحت المجهر” باللغة الفرنسية، بالاشتراك مع خبراء في هذا الميدان،

و”تجربة المغرب في الحد من الفقر” (باللغتين الغربية والانجليزية) وكتب أخرى. ومع هذا العطاء العلمي والفكري المتميز، ظلّ عاشي محافظًا على تواضعه.

إنه المهندس البارع والاستاذ الرائع والخبير الاقتصادي الدولي النافع، المتمتع بمواصفات انسانية وخلقية وعلمية وثقافية تفرض احترامه اولا ومحبته ثانيا، وهذا التقدير والإعجاب يشعر به كل من عرفه وعمل إلى جانبه، في المجالين العلمي والأدبي.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *