سجلوا عندكم

كسنة تمضي …

Views: 137

د. جان توما

وحيدًا، كقصيدة تبحث عن شاعرها ،

وكما حطبة نار تنادي رفيقاتها المشتعلة بأُوار العمر الجميل دفئا في مواجهة برد الأيام،

وكما الصوت في مهب الريح يغني المجروح من مخارج ناي مبحوح: “بيني وبينك خطوتين”.

وحيدًا، أروح إلى عطر الصقيع وموسم الأبيض لتلطيف حدّة سواد العاتيات.

أيّ نار تقيك برد العمر؟ تزداد الأرض اشتعالًا، ويزداد الفقراء والمظلومون وقودًا ولهبًا. ما أرحب مدى الشعلة، وما أضيق نفس الصادق في إطفائها خوفًا من سيادة ما أوري من هشيم وعود.

تودّع العام الراحل شاكرًا ربّك على نعمه، سائلًا أن يلطف بسقطاتك، ترجوه عامًا آتيا بفرح. لقد تعب الناس، وما عادوا يسألون كيف يكونون غدًا؟ بل كيف يكون الآتي، بكتابة التاريخ . كيف لا ينضب حبر كتابته؟ ولِمَ تظلّ فوهة محبرته كعين التنين تلتهم الناس لتكتب المأساة؟

من يكتب للبسطاء أويقات الفرح؟ ويدوّن لهم ابتساماتهم على ما بقي من حيطان الديار، عوض ذكريات الموت والهدم والدمار.؟ من يقول لهم إنّ الآتي أفضل، فمن المفترض أننا زدنا حكمة وفهمًا ووعيًا، لعلّها تنمو وتتجلّى وتتجذّر في سنة ملأى بالبركات والودّ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *