صلاتي يا أميرتي.. كتابي
وفيق غريزي
لا تقفلي الأبواب عني والنوافذ
ايتها المحبة المتكبرة بالحنان
اتيت اليك لأفيء تحت جناحيك
من لهيب النار
اتيت مع صلاتي
صلاتي يا أميرتي هي كتابي
اندفاعه لا يحده شيء
انه كتاب الوحدة والتوحيد
في العقل مطبوع
في الذهن مرسوم
لكنك انت صلاتي الخفيّة
سوف تحملك الرياح
لتلين على يديك القلوب الحجريّة.
***
ايها الغريب قد صرت عني بعيد
انتظرتك طويلا
بحثت عنك في كل مكان
تأتيني زائرا بالأحلام
عشنا معا عقودا وأيام
فرحين.. طاهرين.. كأننا اخوان
روحانا ترفرفان في الما وراء
كأطيار اليمام
ما عدت اتحدث اليك
لكنك نبضة في القلب
حين اكون وحيدا
تهب عليّ كالأفكار
هل سألقاك قريبا
لنواصل المشوار؟
***
يا وطني قاوم الطغاة
لو خضعت لمن باعك بأرخص الاثمان
طاعة عمياء
لاستعبدك لآخر الزمان
ولن تستعيد حريتك
وحرية الإنسان
سأزرع الحرية كثيفة على ضفاف
الأنهار
سأبني قرى ومدنًا تتعانق بالأذرع
وبحب الأرض والربان .
***
إن لم يجرِ دمي في عروقك
إن لم يخترك الحكماء صامتا
فأي شيء ترجو
إن لم تكن “انسان”؟
آت اليك من اقاليم الصمت
لنحيا معا
حين نسير جنبا إلى جنب
أو نعيش في الوحدة معا
تعرف قليلا من النار الهادئة
التي تحرقني من اجلك .
***
قبل مجيء فجرنا الجديد
خرجت من عزلتي
حطمت الحديد
في عتمة الليل صاروا يراقبون
انطلاقة غيلان الماء والظلال
وانت صامت، تنهض، محدقا، متأملا
الشمس
والمدار
والرقاد
والمساء
والنجوم
والأديار…
***
ضائع بين الجنون والأتراح
تعصف حولي الرؤى والرياح
تمزّق أشرعتي أسنّة الرماح
تنطلق اهات على اجنحة البروق والنواح
اشرب خمرة الهذيان الصوفي
اعمِّق كينونة الانسان
الحقيقة تستوطن فيّ الكيان
للتوق البربري والنسيان
كائنا من اكون
لو تشردت في غابة البهتان
أيتها الأرض العذراء، والخجلى
تجذبينني اليك
لأغرس في صدرك إرادتي
كفارس همّام…
***
تحررت من العادات والروابط العتيقة
ارفع عن فمي ما يكمّه
اشعر باكتفاء ذاتي
شيء متخم بالنشوة
لن أنجو طليقا من قيود المرابين
اغازل الدماء بالإغراء
أثب الى سماوات المحبة
التي تنتظر ان أسمو
ثملا كالأرواح
اتمرّد إن كان لابد من التمرد
ان اطعم بقيا الحياة، لجة الامتلاء
والحرية
ساعة قصيرة من الجنون، والظنون…
